عشرات القتلى في قصف للدعم السريع على مسجد بمخيم للنازحين بدارفور غرب السودان

وبحسب غرفة طوارئ معسكر ابوشوك، فإن قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو، استهدفت بمسيرة صباح اليوم مسجد المخيم وتجمعات النازحين من ضمنهم رئيس الإدارة الأهلية لمعسكر أبوشوك العمدة آدم عبدالله شرف.
استهداف المصلين
أعرب مجلس غرف طوارئ شمال دارفور، في بيان، عن تعازيه لأسر الضحايا "جراء الاستهداف الذي طال المصلين في مسجد الفاشر اليوم".
وأضاف: "نؤكد مجدداً على أن استهداف المدنيين يشكل جريمةً مكتملة الأركان، وأن المواطنين الأبرياء هم بعيدون عن دائرة الصراع الدائر حالياً".
وختم بالقول: "إننا في مجلس غرف طوارئ شمال دارفور ندين بأشد العبارات استهداف المدنيين العُزّل، ونهيب بجميع الجهات المعنية بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة بحق المواطنين".
وأوضح المجلس في منشور عبر مواقع التواصل الإجتماعي أنه قرابة 30 شخصاً قتلوا في الهجوم.
عشرات آلاف النازحين
ذكرت غرفة الطوارئ التابعة لمعسكر أبو شوك للنازحين بمدينة الفاشر أن القصف طال النازحين خارج حدود المخيم، لافتة إلى أن الطائرة المسيّرة استهدفت بشكل مباشر مسجدًا كان يؤوي تجمعًا للنازحين الذين خرجوا من المخيم لأداء الصلاة.
وبحسب بيان الغرفة، فإن المخيم، الذي يحتضن أكثر من 190 ألف نازح فرّوا من مناطق النزاع، "ظل خلال الأشهر الماضية عرضة لهجمات متكررة باستخدام المدفعية والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا، ودفع آلاف الأسر إلى النزوح مجددًا نحو مناطق أكثر أمنًا.
هجمات متكررة
يوم الثلاثاء، أدى هجوم نفذته قوات الدعم السريع إلى مقتل 18 مدنيا على الأقل ي مدينة الفاشر المحاصرة بإقليم دارفور.
وتعد الفاشر آخر مدينة كبيرة في شمال دارفور ما تزال تحت سيطرة الجيش السوداني وحلفائه، وسط حرب مستمرة مع قوات الدعم السريع منذ أكثر من عامين.
وأكدت تنسيقية لجان المقاومة المحلية تقدم قوات الدعم السريع من الأحياء الشمالية للمدينة منذ الاثنين، مشيرة إلى وقوع الهجمات هناك.
ويعاني سكان الفاشر، الذين يقدر عددهم بنحو 260 ألف نسمة نصفهم من الأطفال، حصارا مستمرا منذ أكثر من 500 يوم مع شبه انعدام للمساعدات الإنسانية، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
أزمة إنسانية متصاعدة
رصدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان زيادة واضحة في عمليات قتل المدنيين في السودان خلال النصف الأول من هذا العام.
وأوضح مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الجمعة، أن عدد القتلى المدنيين في السودان ارتفع كثيراً في النصف الأول من العام في ظل تصاعد العنف على أساس عرقي.
وذكر لي فونج من مكتب المفوضية في السودان لصحافيين في جنيف: "نتلقى يومياً المزيد من التقارير عن أهوال على الأرض".
ووفقاً لتقرير جديد أصدره مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، قُتل ما لا يقل عن 3384 مدنياً بين يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران، معظمهم في دارفور.
سابقاً خلال سبتمبر/ أيلول، أكد فريق محققي الأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الدائرة في السودان، مع اتهام الطرفين، الجيش النظامي والدعم السريع، بارتكاب جرائم حرب منذ اندلاع النزاع في أبريل/ نيسان 2023.
وحذّرت الأمم المتحدة مراراً من محنة نحو مليون شخص محاصرين في الفاشر والمخيمات المحيطة بها والذين أصبحوا محرومين فعلياً من المساعدات والخدمات الأساسية.
Today