سلاح بـ 3 دولارات فقط.. إسرائيل تكشف ورقة "التفوق التكنولوجي"

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية مقابلة مطولة مع يوفال شتاينتس، رئيس مجلس إدارة شركة "رافائيل"، تناول فيها دور التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية في الحرب الأخيرة مع إيران، مؤكداً أنها كانت "حرب تكنولوجيا بالدرجة الأولى عززت موقع إسرائيل العسكري وأظهرت تفوقها على خصومها".
"تفوق تكنولوجي حاسم"
أوضح شتاينتس أن العملية العسكرية الأخيرة المسماة "الأسد الصاعد"، التي استمرت 12 يوماً، مثلت عرضاً عملياً للتكنولوجيا العسكرية المتطورة. وقال: "لم تمنحنا التكنولوجيا أفضلية فحسب، بل حققت لنا تفوقاً مطلقاً على أعدائنا".
وأشار إلى أن إسرائيل تمكنت، خلال الساعات الأولى من العملية، من توجيه ضربات دقيقة قضت على قيادات إيرانية بارزة، وأنها حققت سيطرة شبه كاملة على الأجواء الإيرانية في غضون 48 ساعة.
خبرة سياسية وأمنية طويلة
شتاينتس، الذي تولى رئاسة "رافائيل" قبل عامين، هو سياسي سابق ووزير شغل مناصب حساسة بينها وزارة الاستخبارات ورئاسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست. وسبق أن لعب دوراً في كشف المشروع النووي السوري الذي دمّرته إسرائيل عام 2007.
منظومات متعددة الطبقات
أكد شتاينتس أن "منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية - القبة الحديدية، مقلاع داوود، وآرو-3 - أثبتت فاعليتها في مواجهة التهديدات، إذ تم اعتراض غالبية أكثر من 550 صاروخاً بالستياً أطلقتها إيران، إضافة إلى نحو 1100 طائرة مسيّرة، لم يصل منها سوى واحدة إلى منزل سكني".
وقال إن القبة الحديدية، التي دخلت الخدمة عام 2011، كانت "عنصراً حاسماً في حماية المدن والبنية التحتية الحيوية"، مضيفاً: "لقد أنقذت القبة الحديدية دولة إسرائيل، وأثبتت أنها قادرة حتى على اعتراض الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة."
مشروع الليزر "آيرون بيم"
تطرق شتاينتس إلى مشروع "آيرون بيم"، وهو نظام دفاع جوي يعتمد على الليزر، قائلاً إنه يمثل "اختراقاً تاريخياً".
وأوضح أن النسخة التشغيلية الأولى من النظام ستُسلَّم للجيش الإسرائيلي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، مع تسليم أنظمة إضافية خلال 2026.
وأشار إلى أن التقنية الجديدة تتميز بكلفتها المنخفضة، حيث تصل تكلفة كل شعاع ليزر إلى نحو 3 دولارات فقط مقارنة بعشرات آلاف الدولارات للصواريخ الاعتراضية. وأضاف أن النظام يتميز بقدرة عالية على مواجهة أسراب الطائرات المسيّرة، ومع مرور الوقت سيكون قادراً على اعتراض الصواريخ البالستية حتى في الفضاء الخارجي.
بحسب شتاينتس، فإن إسرائيل نجحت في إدخال أنظمة الليزر إلى أرض المعركة حيث أخفقت قوى عظمى أخرى رغم استثماراتها الضخمة. وقال إن التكنولوجيا المتقدمة هي التي تحسم المعارك وتوفر الردع: "الفرق بين الفوز والخسارة، بين التدمير أو البقاء، يكمن في امتلاك الأفضل من التكنولوجيا".
خلص التقرير إلى أن الحرب بين إسرائيل وإيران أظهرت تحولاً في طبيعة الحروب الحديثة، حيث لم تكن المواجهة عبر جيوش برية، بل من خلال الصواريخ البعيدة المدى، الطائرات المسيّرة، الهجمات السيبرانية والأنظمة الذاتية. وفي هذا السياق، اعتبر شتاينتس أن الفجوة التكنولوجية بين الطرفين كانت "حاسمة"، وأن إسرائيل "أثبتت قدرتها على مجاراة بل والتفوق على القوى الكبرى في مجال الابتكارات العسكرية".
Today