اتفاق الدفاع المشترك.. هل يضع قدرات باكستان النووية في خدمة الرياض؟

صرّح وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أن القدرات النووية لبلاده يمكن أن "تكون متاحة" للمملكة العربية السعودية عند الحاجة، بموجب اتفاقية الدفاع الجديدة بين البلدين. ويُعد هذا أول اعتراف رسمي من إسلام آباد بوضع السعودية تحت مظلتها النووية.
تفاصيل الاتفاق
وقّعت الرياض وإسلام آباد، يوم الأربعاء 17 سبتمبر/أيلول 2025، اتفاقية دفاع مشترك تنص على أن أي هجوم على أحد البلدين يُعتبر هجوماً على الآخر. وحضر مراسم التوقيع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، إلى جانب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، وقائد الجيش الميداني المارشال عاصم منير.
آصف أوضح في مقابلة مع قناة "جيو تي في" أن "ما نمتلكه من قدرات سيتم توفيره للسعودية بموجب هذه الاتفاقية"، مؤكداً أن باكستان طورت قوتها النووية منذ التجارب الأولى وأن لديها قوات مدرّبة لهذا الغرض.
سياق إقليمي متوتر
يأتي الإعلان بعد أسبوع من الهجوم الإسرائيلي في قطر، الذي استهدف قيادات من حركة حماس وأدى إلى مقتل ستة أشخاص، ما أثار مخاوف خليجية متزايدة بشأن الأمن الإقليمي في ظل الحرب المدمرة في غزة وتوسع الضربات الإسرائيلية إلى إيران ولبنان وسوريا واليمن.
ولم تُدلِ إسرائيل بتعليق حول الاتفاقية. فيما قال آصف إن "هذا الترتيب هو مظلة متبادلة: "أي عدوان على أحد الطرفين سيُواجه برد مشترك"، مضيفاً أن "الاتفاق لم يحدد دولة بعينها كمصدر محتمل للهجوم".
ردود وتفسيرات
الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي ترتبط كل من السعودية وباكستان معها باتفاقيات مراقبة، لم ترد فوراً على تصريحات وزير الدفاع الباكستاني. آصف انتقد إسرائيل في المقابلة بسبب عدم إعلانها الكامل عن برنامجها النووي المشتبه به للوكالة الدولية.
من جانبه، أشار نائب رئيس الوزراء الباكستاني إسحاق دار إلى أن الباب "غير مغلق أمام دول أخرى" للانضمام إلى الترتيبات، موضحاً أن دولاً أخرى أبدت اهتماماً مماثلاً.
خلفية العلاقات
تربط السعودية وباكستان علاقات عسكرية وثيقة منذ عقود، وغالباً ما ارتبطت المملكة بدعم البرنامج النووي الباكستاني. ووفقاً لما ذكره اللواء المتقاعد في الجيش الباكستاني فيروز حسن خان، فإن الرياض قدمت "دعماً مالياً سخياً مكّن البرنامج النووي من الاستمرار، خصوصاً خلال فترة العقوبات".
طورت باكستان ترسانتها النووية لموازنة القوة مع الهند، التي يُعتقد أنها تملك نحو 172 رأساً نووياً مقابل 170 رأساً لدى باكستان، وفقاً لنشرة العلماء الذريين الأميركية. ويُقدّر أن صاروخ "شاهين-3" الباكستاني، القادر على حمل رؤوس تقليدية أو نووية، يصل مداه إلى 2,750 كيلومتراً، ما يجعله قادراً على بلوغ إسرائيل.
Today