بتهمة التجسس.. محاكمة وشيكة لزوجين بريطانيين محتجزين في إيران وسط ظروف قاسية

في تطور جديد لقضية أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والسياسية، يمثل الزوجان البريطانيان كريغ وليندسي فورمان أمام القضاء الإيراني يوم السبت المقبل، وفق ما أعلنت عائلتهما الأربعاء.
ويأتي هذا التطور بعد تسعة أشهر على اعتقالهما في طهران بتهم التجسس التي يرفضها الزوجان رفضًا قاطعًا.
العائلة، التي تتابع الملف بقلق متصاعد، تصف ظروف احتجازهما بـ"المروعة" وتتهم السلطات الإيرانية بانتهاك حقوقهما الأساسية. وقد أوضحت أنّ الزوجين، المنحدرين من شرق ساسكس، أُوقفا في يناير الماضي خلال جولة حول العالم على دراجة نارية، قبل أن توجه إليهما تهم التجسس.
وقال ابنهما جو بينيت إن والديه يعيشان "ظروفًا صعبة للغاية"، داعيًا الحكومة البريطانية إلى التحرك العاجل لتأمين الدعم الطبي والاتصال المنتظم بهما وضمان الإفراج السريع عنهما. وأشار إلى أنّ الأسرة لم تتبلغ مسبقًا تفاصيل جلسة السبت، وإنما تلقت إخطارًا فقط بأن مثولهما أمام المحكمة بات وشيكًا.
انتهاكات موثقة وشهادات مقلقة
ادّعت عدة منظمات حقوقية أن الزوجين احتُجزا في الحبس الانفرادي وتعرضا للضرب والتهديد بالإعدام على يد عناصر من المخابرات الإيرانية سعوا إلى انتزاع اعترافات قسرية. وتكشف العائلة أنّهما محرومان من المواد الأساسية رغم محاولات متكررة لإرسال طرود غذائية ودوائية إليهما.
وذكرت أن ليندسي تقبع في سجن قرجك للنساء قرب العاصمة، وهو مركز لطالما انتقدته منظمات حقوق الإنسان بسبب ظروفه القاسية، فيما يُحتجز كريغ في سجن إوين سيّئ السمعة بضواحي طهران.
مواقف بريطانية وتحذيرات غربية
أعلنت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية أنها "تشعر بقلق عميق"، مؤكدة أنها تواصل متابعة الملف مع السلطات الإيرانية. وكانت لندن قد رفضت مرارًا الاتهامات الموجهة إلى مواطنيها، وضغطت للإفراج عنهما. وتشير تقارير غربية ومنظمات حقوقية إلى أنّ إيران دأبت على احتجاز رعايا أجانب كورقة ضغط في نزاعاتها مع الغرب، وهو ما تنفيه طهران.
وقد تمكن الزوجان مطلع آب/أغسطس من إجراء أول اتصال هاتفي مع أسرتهما منذ اعتقالهما، فيما التقى أقاربهما الثلاثاء الماضي السفير البريطاني في إيران، الذي أكد أنّهما يواجهان "ظروف احتجاز بالغة القسوة".
Today