عباس يخاطب الأمم المتحدة عبر الفيديو ويعلن استعداده للعمل مع ترامب وآخرين لتنفيذ خطة السلام في غزة

ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، كلمة عبر تقنية الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما رفضت الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول لحضور أعمال الدورة الثمانين للمنظمة الدولية، والتي تزامنت مع إعلان عدد من الدول الغربية اعترافها بدولة فلسطين.
الحرب على غزة
اعتبر عباس أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يواجه منذ عامين "حرب إبادة جماعية" تشنها إسرائيل، مؤكداً أن ما يجري "ليس مجرد عدوان بل جريمة ضد الإنسانية".
كما اتهم الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بالمضي في مشاريع الاستيطان والضم في القدس والضفة الغربية، وبتنفيذ سياسة "إسرائيل الكبرى" على حساب سيادة دول أخرى.
الموقف من حماس والفصائل
وفي ملف الفصائل الفلسطينية، شدد عباس على رفضه لما قامت به حركة حماس في السابع من أكتوبر من هجمات ضد مدنيين إسرائيليين واحتجاز رهائن، داعياً الحركة وباقي الفصائل إلى "تسليم سلاحها للسلطة الوطنية الفلسطينية"، مضيفاً: "لا نريد دولة مسلحة، بل دولة قانون ومؤسسات".
الحقوق الوطنية والاعتراف الدولي
الرئيس الفلسطيني ذكّر بمعاناة أكثر من سبعة ملايين لاجئ فلسطيني منذ عام 1948، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يعيش حتى اليوم تحت "الاحتلال والاستيطان وسرقة الأموال والأرض". وقال إن إسرائيل لم تلتزم بالاتفاقيات الموقعة، بل عمدت إلى تقويضها.
وأعرب عباس عن تقديره للدول التي اعترفت أو أعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكداً أن منظمة التحرير الفلسطينية اعترفت بإسرائيل منذ عام 1988 ولا تزال ملتزمة بهذا الاعتراف، داعياً جميع الدول التي لم تقدم بعد على هذه الخطوة إلى "الاعتراف العاجل بالدولة الفلسطينية".
المطالب العاجلة
في كلمته، دعا عباس إلى وقف فوري للحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية ووقف استخدام "التجويع كسلاح"، مشدداً على ضرورة ضمان بقاء سكان القطاع في أرضهم ومنع تهجيرهم. كما طالب بالإفراج عن جميع الأسرى والرهائن من الجانبين، وبإطلاق أموال الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها إسرائيل "دون وجه حق".
وختم عباس بالتأكيد على استعداد القيادة الفلسطينية للعمل مع الرئيس الأميركي ودول مثل السعودية وفرنسا لتنفيذ خطة السلام التي تم طرحها في مؤتمر نيويورك الأخير.
خطة ترامب لإنهاء الحرب
وجاءت مداخلة عباس بعد يوم واحد من تصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي كشف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرح خطة جديدة على دول عربية وإسلامية تهدف إلى إنهاء الحرب، في وقت تواصل فيه إسرائيل ضرباتها الجوية وتوسع هجومها البري على مدينة غزة.
وفي وقت سابق أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، مهددا بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، بينما دعا وزيران إسرائيليان من اليمين المتطرف هما إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش إلى ضم هذه الأرض الفلسطينية المحتلة.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، اعتراف بعض الدول بدولة فلسطينية بأنه "استسلام مشين"، وذلك في تصريحات أدلى بها قبل مغادرته إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يلقي كلمة يوم الجمعة.
وقال نتنياهو: "الاستسلام المشين لبعض القادة للإرهاب الفلسطيني لن يلزم إسرائيل بأي شكل من الأشكال. لن يتم إنشاء دولة فلسطينية".
Today