المحادثات بين إسرائيل وسوريا تتعثر بسبب إصرار تل أبيب على فتح "ممر إنساني" إلى السويداء

تواجه المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل عقبة جديدة بعد أن أعادت تل أبيب طرح مطلب فتح "ممر إنساني" إلى محافظة السويداء، وفق أربعة مصادر مطلعة على المحادثات تحدثت لوكالة رويترز.
ويأتي ذلك بعد أسابيع من تقدم محتمل في المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة في باكو وباريس ولندن، وتكثفت قبيل انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.
السويداء والدروز.. بؤرة التوتر
كان الهدف من الاتفاق المقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح تشمل السويداء، التي شهدت أعمال عنف طائفية في الأشهر الماضية أودت بحياة مئات الأشخاص من الطائفة الدرزية.
وتعتبر إسرائيل، التي تضم أقلية درزية يبلغ عددها نحو 120 ألف نسمة ويخدم رجالها في الجيش الإسرائيلي، نفسها ملتزمة بحماية هذه الطائفة، وهو ما بررت من خلاله ضرباتها العسكرية في سوريا تحت شعار الدفاع عن الدروز.
إعادة طرح الممر البري وموقف سوريا
في محادثات سابقة في باريس، طلبت إسرائيل فتح ممر بري لتقديم المساعدات الإنسانية إلى السويداء، لكن دمشق رفضت الطلب باعتباره انتهاكًا لسيادتها.
وأعادت إسرائيل تقديم هذا المطلب في مرحلة متأخرة من المحادثات، ما أدى إلى تعطيل خطط الإعلان عن اتفاق هذا الأسبوع، وفق مصدرين إسرائيلي وسوري ومصدر في واشنطن مطلع على المحادثات.
الوساطة الأمريكية واتفاق خفض التصعيد
قال المبعوث الأمريكي توم باراك، الذي يتولى الوساطة بين البلدين، يوم الثلاثاء إن الطرفين اقتربا من التوصل إلى "اتفاق خفض التصعيد"، يتوقف بموجبه هجوم إسرائيل على سوريا، وتوافق دمشق على عدم تحريك أي آليات أو معدات ثقيلة قرب الحدود مع إسرائيل.
وأوضح مسؤول دبلوماسي أن الولايات المتحدة تبدو وكأنها تقلص نطاق الاتفاق من صفقة أمنية واسعة إلى مجرد خفض للتصعيد.
مخاوف دمشق من تعطيل إسرائيل للمحادثات
أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع عن مخاوفه من أن تعرقل إسرائيل سير المحادثات.
وأفاد مسؤول سوري لوكالة رويترز بأن المحادثات التي جرت قبل انعقاد الجمعية العامة كانت إيجابية، إلا أنه لم تُجر أي محادثات إضافية مع المسؤولين الإسرائيليين خلال هذا الأسبوع.
من جهته، أشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى أن استكمال المفاوضات يعتمد على ضمان مصالح إسرائيل، بما في ذلك نزع السلاح من جنوب غرب سوريا والحفاظ على سلامة وأمن المجتمع الدرزي، بحسب رويترز.
وتعد سوريا وإسرائيل خصمين منذ تأسيس إسرائيل عام 1948، وقد أسس اتفاق فصل القوات عام 1974 منطقة منزوعة السلاح تحت إشراف الأمم المتحدة.
ومع ذلك، نفذت إسرائيل منذ الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر الماضي ضربات على مواقع الجيش السوري وأرسلت قوات إلى جنوب البلاد، في إطار موقفها العدائي تجاه النظام السوري.
من جانبها، دافعت سوريا عن العودة إلى اتفاق الفصل لعام 1974، ووصف الرئيس الشرع الاتفاق في منتصف سبتمبر بأنه "ضروري" لتحقيق الاستقرار، مشيرًا إلى أهمية احترام إسرائيل للمجال الجوي السوري ووحدة أراضيه، لكنه أقر بإمكانية حدوث انتهاكات محتملة من الجانب الإسرائيلي.
وأضاف: "يمكن أن نتوصل إلى اتفاق في أي لحظة، لكن تظهر مشكلة أخرى وهي: هل ستلتزم إسرائيل به وتطبقه؟ سنرى ذلك في المرحلة التالية".
Today