ترامب يلمّح إلى "حدث استثنائي" بالشرق الأوسط.. وحماس تفقد الاتصال مع رهينتين في غزة

نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته "تروث سوشال" رسالة لافتة قال فيها: "لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط".
وأضاف: "الجميع على أهبة الاستعداد لحدث استثنائي، لأول مرة على الإطلاق"، قبل أن يختم منشوره بتأكيد حاسم: "سنحققه!".
وتأتي تصريحات ترامب عشية لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، ما قد يفتح باب التأويلات حول ارتباط هذه الرسائل بإمكانية التوصل إلى صفقة تتعلق بملف غزة.
القسام: فقدان الاتصال مع أسيرين
أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الأحد، فقدان الاتصال مع الأسيرين الإسرائيليين عمري ميران ومتان إنغريست، جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في حيي الصبرة وتل الهوا بمدينة غزة.
وحذرت من أن "حياة الأسيرين باتت في خطر حقيقي"، مطالبة القوات الإسرائيلية بالتراجع الفوري إلى جنوب شارع 8 ووقف الطلعات الجوية لمدة 24 ساعة، اعتبارًا من الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، لإتاحة الفرصة لمحاولة إنقاذهما. وختمت القسام بيانها بعبارة تحذيرية: "قد أعذر من أنذر".
عملية دهس شمال الضفة الغربية
في السياق، أُصيب إسرائيلي بجروح خطيرة، اليوم الأحد، في عملية دهس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وفي بيان لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ قواته أطلقت النار على فلسطيني وقتلته بعد أن نفّذ عملية الدهس قرب مفترق جيت، من دون أن يقدّم أي تفاصيل إضافية عن هويته.
هجوم عسكري متواصل على غزة
منذ ساعات الفجر الأولى، غطّت أعمدة الدخان سماء غزة في مشهد أصبح جزءًا من الحياة اليومية في القطاع، بينما تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 66 ألفًا وسط دمار واسع النطاق ومجاعة تفتك بالسكان.
أعلنت وزارة الصحة بغزة في تقريرها اليومي أن عدد القتلى ارتفع إلى 66,005 منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينما بلغ عدد المصابين 168,162 شخصًا. وأوضحت الوزارة أنّ 79 فلسطينيًا قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، فيما استقبلت المستشفيات 379 مصابًا جديدًا.
لم تهدأ الغارات الجوية منذ فجر الأحد، إذ استهدفت القوات الإسرائيلية عدة مناطق في القطاع ضمن حملة متواصلة للسيطرة على مدينة غزة بالكامل.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أمس أنّ ما يقارب 750 ألف فلسطيني غادروا مدينة غزة، التي كان عدد سكانها قبل الهجوم الأخير يزيد عن المليون نسمة.
ويعكس هذا النزوح الواسع حجم الكارثة الإنسانية، خصوصًا أن 90% من سكان القطاع باتوا مشرّدين نتيجة العمليات العسكرية التي دمرت مساحات واسعة من البنية التحتية والمنازل.
أزمة إنسانية كارثية
هذا التصعيد العسكري ترافق مع تدهور غير مسبوق في الوضع الإنساني، فقد حذّرت المنظمات الحقوقية من أن غزة تعيش مجاعة فعلية بسبب النقص الحاد في المواد الأساسية ومقومات الحياة، من غذاء وأدوية وعلاج.
وقد أعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس، جنوبي القطاع، وفاة رضيع اليوم نتيجة سوء التغذية ونقص العلاج، وهو مثال صارخ على الانهيار الكامل للمنظومة الصحية التي لم تعد قادرة على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة.
جمود سياسي وتعثر المفاوضات
تزامن استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة مع وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، حيث يستعد للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين.
في موازاة الميدان، لا تزال المسارات السياسية جامدة، إذ أكدت حركة حماس أنها لم تتسلم من الوسطاء أي مقترحات جديدة بشأن المفاوضات، مشيرة إلى أن العملية التفاوضية متوقفة منذ محاولة الاغتيال التي وقعت في الدوحة.
ومع ذلك، أشارت الحركة إلى أنها على استعداد لدراسة أي مقترحات تُعرض عليها، شرط أن تحفظ الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
Today