أمريكا تُرسل 200 جندي إلى إسرائيل.. ما الهدف؟

أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، عن نشر ما يصل إلى 200 جندي أمريكي في إسرائيل للإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي أعلن الرئيس دونالد ترامب أن كلاً من إسرائيل وحركة "حماس" وافقا عليه.
وشدّدت المصادر الأمريكية على أن الجنود لن يدخلوا غزة بأي حال، بل سيبقون داخل الأراضي الإسرائيلية ضمن مهمة رقابية دولية مشتركة.
تفاصيل الخطة الأمريكية: مراقبة دون تدخل ميداني في غزة
بحسب شبكة CNN، التي نقلت عن مسؤول أمريكي كبير، الجمعة، قوله: أن القوات "ستنضم إلى جنود من مصر وقطر وتركيا والإمارات" في مهمة مشتركة.
وأضاف المسؤول، خلال إفادة صحفية: "سيكون دور القوات الإشراف والمراقبة والتأكد من عدم وجود انتهاكات أو توغلات، لأن الجميع قلق بشأن الطرف الآخر".
وأوضح أن القوات الأمريكية ستكون تحت إشراف قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، الجنرال براد كوبر، لكنه سارع إلى التأكيد – على لسان مسؤول آخر – أن "لا يُقصد بذلك دخول أي قوات أمريكية إلى غزة".
وأكدت "رويترز"، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، الخميس، أن الولايات المتحدة "ستنشر ما يصل إلى 200 جندي في إسرائيل لتشكيل فرقة عمل لدعم جهود تحقيق الاستقرار في غزة"، مشددة على أن "من غير المتوقع نشر أي أمريكيين في الجيب الفلسطيني".
تشكيل مركز تنسيق مدني عسكري برئاسة أمريكية
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن القيادة المركزية للجيش الأمريكي ستشكل قوة مهام تُعرف باسم "مركز التنسيق المدني العسكري"، تضم جنودًا يتمتعون بخبرة في "التخطيط والأمن والخدمات اللوجستية والهندسة".
وأشار مسؤولان تحدثا شرط عدم الكشف عن هويتهما إلى أن القوات الأمريكية "ستكون جوهر اللجنة العسكرية المركزية"، التي ستشمل أيضًا ممثلين من الجيوش المصرية والقطرية والتركية، وربما الإمارات العربية المتحدة.
وأفادت كارولين ليفات، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن "الموظفين الأمريكيين سيتولون مهمة مراقبة اتفاق غزة في إسرائيل وسيعملون مع قوات دولية أخرى على الأرض".
وأكد المسؤولون أن "مركز المراقبة المشترك سينسق مع القوات الإسرائيلية وقوات الأمن الأخرى لتجنب الاشتباكات"، مشددين مجددًا على أن "ليس من المقرر أن تدخل أي قوات أمريكية إلى غزة".
الاتفاق كمدخل لتوسيع دائرة التطبيع الإقليمي
وأعرب المسؤولون الأمريكيون، وفق ما نقلته "رويترز"، عن أملهم في أن يؤدي اتفاق غزة، بمجرد دخوله حيز التنفيذ، إلى "تهدئة التوترات في المنطقة وتهيئة الظروف للمفاوضات حول المزيد من صفقات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية".
وذكّروا بأن الرئيس ترامب وسّط في ولايته الأولى "اتفاقيات أبراهام"، التي شملت تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
وأشارت “رويترز” إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعتبرون السعودية "مرشحة لمثل هذا الاتفاق مع إسرائيل"، إلى جانب دول أخرى مثل إندونيسيا وموريتانيا والجزائر وسوريا ولبنان.
الكابينت الإسرائيلي يوافق على خطة ترامب
في تطور موازٍ، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، في الساعات الأولى من يوم الجمعة، على خطة الرئيس ترامب لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن المتبقين لدى حركة حماس.
وجاء القرار بعد مفاوضات غير مباشرة استمرت أربعة أيام في منتجع شرم الشيخ المصري، بمشاركة وفود من قطر وتركيا ومصر، وبرعاية أمريكية.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا مقتضبًا أكد فيه أن المجلس وافق على "الخطوط العريضة" لصفقة إطلاق سراح الرهائن، دون ذكر الجوانب الأخرى من الخطة التي تُعدّ "الأكثر إثارة للجدل".
غارات إسرائيلية حتى لحظات ما قبل الهدنة
رغم الاقتراب من تطبيق الاتفاق، استمرت الغارات الإسرائيلية على غزة حتى الساعات التي سبقت تصويت الكابينت. وشوهدت انفجارات، الخميس، في شمال القطاع، فيما أدى قصف على مبنى في مدينة غزة إلى مقتل شخصين على الأقل، وترك أكثر من 40 مدنيًا محاصرين تحت الأنقاض، وفقًا للدفاع المدني الفلسطيني.
ودعا الدفاع المدني اليوم الجمعة، سكان القطاع إلى "عدم العودة إلى الأماكن التي كان بها االجيش الإسرائيلي لحين إعلان الانسحاب رسميًا".
الجيش الإسرائيلي يستعد للانسحاب إلى "الخط الأصفر"
وفي السياق، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بأن القوات في غزة "تستكمل قريبًا الانسحاب إلى الخط الأصفر المتفق عليه".
وأمس أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه بدأ "الاستعدادات العملياتية تمهيدًا لتطبيق الاتفاق بشأن غزة بناءً على توجيهات القيادة السياسية".
وقال في بيان إنه يعمل على وضع "بروتوكول قتالي للانتقال قريبًا إلى خطوط انتشار معدلة"، مشددًا على أنه "حتى اللحظة يواصل الانتشار في القطاع".
Today