وزير الخارجية السوري في لبنان في أول زيارة لمسؤول كبير منذ سقوط الأسد

وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ظهر اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في أول زيارة رسمية لمسؤول سوري رفيع المستوى منذ سقوط نظام بشار الأسد وبدء مرحلة الحكم الانتقالي برئاسة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.
وكان في استقبال الشيباني على أرض المطار مديرة المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية السفيرة رلى نور الدين، والقنصل رودريغ خوري، إضافة إلى القائم بأعمال السفارة السورية في لبنان علي دغمان.
"زيارة تاريخية"
وقال الشيباني لصحافيين بعد لقائه نظيره اللبناني يوسف رجّي إن الزيارة التي وصفها بـ"التاريخية"، "تعبّر عن توجه سوريا الجديد تجاه لبنان".
وأكد أن السلطات الحالية في سوريا "تحترم سيادة لبنان" ومبدأ "عدم التدخل في شؤونه الداخلية".
وأضاف الشيباني "نريد أن نتجاوز مع لبنان عقبات الماضي".
وقال وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي إن الطرفين عازمان على العمل معا نحو "مسار جديد" في علاقاتهما.
وناقش الطرفان كذلك مسألة عودة اللاجئين السوريين في لبنان البالغ عددهم نحو 1,3 مليون لاجئ سوري، غالبيتهم نزحوا من سوريا خلال سنوات الحرب الأهلية.
وأفادت الأمم المتحدة بأن نحو 294 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى بلدهم منذ سقوط الأسد.
وقال الشيباني خلال مؤتمر صحافي أعقب لقاءه الرئيس اللبناني جوزاف عون "هناك خطط الآن نناقشها بدعم دولي لأن تكون هناك عودة كريمة وعودة مستدامة" للاجئين السوريين من لبنان.
وأسفر النزاع الذي اندلع في سوريا عقب احتجاجات قمعتها السلطات بعنف في العام 2011، إلى نزوح الملايين في داخل البلاد، وإلى دول مجاورة خصوصا لبنان وتركيا، وحتى بلدان أبعد.
ورغم موجة العودة، لا يزال 13,5 مليون سوري يعيشون كلاجئين خارج البلاد أو نازحين في الداخل.
وتواجه السلطات الجديدة بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، تحديات هائلة في بلد منهك ومدمر ويعيش غالبية مواطنيه تحت خط الفقر وفق الأمم المتحدة.
والتقى الشيباني أيضا رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام الذي كان زار سوريا في نيسان/أبريل والتقى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع الذي وعد بأن دمشق لن تمارس على لبنان بعد اليوم "تأثيرا سلبيا".
وفد موسّع يضم شخصيات أمنية وسياسية
ويرافق الشيباني وفد رفيع المستوى يضم وزير العدل مظهر اللويس، ورئيس جهاز الاستخبارات السورية حسن السلامة، واللواء عبدالقادر طحان مساعد وزير الداخلية، إلى جانب شخصيات سياسية لم تُكشف أسماؤها.
ويُنظر إلى هذا التشكيل على أنه انعكاس لشمولية الملفات المطروحة للنقاش، والتي تمتد من القضايا الأمنية إلى القضائية والسياسية.
وباشر الشيباني جدول أعماله بلقاء ثنائي مع نظيره اللبناني يوسف رجّي في مقر وزارة الخارجية والمغتربين، تبعه محادثات موسّعة جمعت الوفدين اللبناني والسوري. ومن المقرر أن يوسع الطرفان دائرة المشاورات لاحقاً مع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام.
ترسيم الحدود وملف السجناء على رأس الأولويات
وفق مصادر مطلعة سيبحث الشيباني مع المسؤولين اللبنانين قضيتي ترسيم الحدود اللبنانية-السورية، والموقوفين السوريين في سجن رومية، ستكونان في صدارة جدول أعمال الزيارة.
كما سيبحث الجانبان تفاصيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، في ظل التطورات السياسية الجديدة في دمشق.
تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني-السوري
تزامناً مع وصول الوفد السوري، تبلّغت وزارة الخارجية اللبنانية، عبر السفارة السورية في بيروت، قراراً رسمياً بتعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني-السوري.
وبحسب القرار، سيتم حصر جميع أنواع المراسلات بين البلدين بالقنوات الدبلوماسية الرسمية، في خطوة تُقرأ على أنها إعادة هيكلة للعلاقات الثنائية وفق الآليات الدبلوماسية التقليدية.
وتأتي هذه الزيارة بعد اجتماعات أجراها وفد سوري مطلع الشهر الجاري في بيروت، ركّزت على الملفات العالقة بين البلدين، لا سيما ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية. وتشكل الزيارة الحالية ترجمة عملية لتلك التحضيرات، في سياق بناء علاقات جديدة بين لبنان وسوريا في مرحلة ما بعد الأسد.
Today