بعد دعوة ترامب للعفو عنه.. نتنياهو يمثل مجددا أمام المحكمة في قضايا الفساد

عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهومجددا، اليوم الأربعاء، إلى قاعة المحكمة في جلسة جديدة لمواجهة ثلاث قضايا فساد متداخلة منذ أيار/مايو 2020، في أجواء متوترة بين أنصاره الذين رافقوه وزراء حزبه "الليكود" وصفقوا له، ومتظاهرين غاضبين استهجنوا مرورهم، مرددين شعارات ضد رئيس الحكومة.
وتتزامن المحاكمة مع جهود الرئيس الأمريكي لمنح نتنياهو عفواً، إضافةً إلى إعادة الرهائن الإسرائيليين الذين كانت تحتجزهم حركة حماس، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط ترامب للتوصل إليه.
تفاصيل قضايا الفساد
تتركز القضية الأولى على تلقي نتنياهو وزوجته سارة هدايا فاخرة تجاوزت قيمتها 260 ألف دولار أمريكي، تشمل الشمبانيا والسيجار والمجوهرات، من قبل أصحاب مليارات مقابل تقديم خدمات سياسية لهم.
أما القضيتان الأخريان، فتركزان على محاولات نتنياهو الحصول على تغطية إعلامية إيجابية عبر وسيلتين إعلاميتين إسرائيليتين، ما يضعه أمام اتهامات تتعلق بالفساد وتأثيره على الرأي العام.
وفي سياق متصل، يطرح رئيس الوزراء الإسرائيلي إصلاحات قضائية واسعة منذ عودته إلى السلطة في أواخر 2022، وهو ما اعتبره معارضوه محاولة لإضعاف السلطة القضائية، في حين يرى هو أن الإصلاحات ضرورية لضمان فعالية النظام القضائي.
وقد خفت حدّة الاحتجاجات الشعبية ضد هذه الإصلاحات مؤقتًا بعد اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، إثر هجوم حماس على إسرائيل، الأمر الذي أرجأ النقاش الداخلي حول الإصلاحات إلى حد كبير.
وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطاب له أمام الكنيست الإسرائيلي، إلى أنه منح نتنياهو موافقة مؤقتة لضبط الأمن في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، مضيفاً مازحاً: "السيجار والشمبانيا، من يهتم لذلك؟" ودعا نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى منح نتنياهو العفو.
قضايا دولية وجرائم حرب
إلى جانب التهم الداخلية، يواجه نتنياهو مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية لإدانته في ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
ويجدر بالذكر أن نتنياهو يحوز الرقم القياسي لأطول فترة قضاها في منصب رئيس الحكومة في تاريخ إسرائيل، حيث شغل المنصب في عدة ولايات منذ عام 1996، بمجموع يزيد على 18 عامًا، وهو ما يجعله شخصية مهمة في السياسة الإسرائيلية، ويعمق الانقسام بين مؤيديه ومعارضيه.
Today