"لا للملوك": ملايين الأمريكيين يتظاهرون غدًا في 2600 موقع ضد سياسات ترامب

تشهد الولايات المتحدة، غدًا السبت، موجة احتجاجات وطنية غير مسبوقة تنظّمها حركة "لا للملوك" (No Kings)، في تحدٍّ صريح لسياسات الرئيس دونالد ترامب، ودفاعًا عن الديمقراطية وسيادة القانون.
ويُتوقع أن ينضم ملايين المواطنين إلى أكثر من 2600 تجمّع احتجاجي مقرّر في جميع أنحاء البلاد، من نيويورك إلى سان فرانسيسكو، ومن شيكاغو إلى أتلانتا، بل وحتى في مدن كندية مثل تورونتو وفانكوفر وأوتاوا.
ويُعد هذا التحرك ثاني تظاهرة وطنية تنظّمها الحركة منذ 14 يونيو/حزيران الماضي، حين شارك أكثر من خمسة ملايين شخص في احتجاجات وُصفت بأنها الأكبر منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني.
ويأتي الحدث الجديد بعد أربعة أشهر من ذلك اليوم، الذي تزامن مع عرض عسكري نظّمه ترامب احتفالًا بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي وعيد ميلاده التاسع والسبعين.
"نحن دولة قانون، لا مملكة"
,في مؤتمر صحفي عُقد عبر الفيديو، الخميس، قالت ديردري شيفيلينغ، القيادية في "الاتحاد الأميركي للحريات المدنية" (ACLU): "سيحتجّ ملايين الأميركيين سلميًا السبت ليقولوا لإدارة ترامب إنّنا بلد يتساوى فيه الناس، بلد تنطبق فيه القوانين على الجميع، دولة قانون وديموقراطية".
وأضافت: "في مواجهة تجاوزات السلطة من قبل دونالد ترامب وحلفائه... لن نسمح بإسكاتنا".
من جهتها، شدّدت ليا غرينبيرغ، المؤسسة المشاركة لمجموعة "إنديفيزيبل" (Indivisible)، على أن الإدارة "ترسل الحرس الوطني إلى المدن الأميركية، وترهّب المهاجرين، وتمارس الملاحقة القضائية ضد المعارضين السياسيين"، ووصفت هذه الممارسات بأنها "أسلوب سلطوي كلاسيكي: تهديد وتشهير وكذب وتخويف الناس لإخضاعهم"، مؤكدة أن "الشعب لن يركع".
راندي وينغارتن، رئيسة "الاتحاد الأميركي للمعلمين"، أشارت بدورها إلى أن "من الواجب الأخلاقي النضال من أجل ضمان أن تتقدم الديمقراطية، لا أن تتراجع".
مينيابوليس: نقطة محورية في خريطة الاحتجاج
وفي مينيسوتا، يُرتقب أن تكون مسيرة وسط مدينة مينيابوليس واحدة من أبرز محطات يوم الاحتجاج. ومن المقرر أن يلقي كلمات في الحدث شخصيات بارزة، بينهم المدعي العام كيث إليسون، ورئيس اتحاد العمل في مينيسوتا بيرني بيرنهام، والناشطة مونيك كولارز دوتي، المعروفة بقيادتها لحركة "حياة السود مهمة" في الولاية. وعقب التجمّع، سيقوم المتظاهرون بمسيرة سلمية عبر وسط المدينة.
كما تُنظّم فعاليات موازية في مدن مينيسوتا الأخرى، من بينها دولوث، وسانت كلاود، وأواتونا، والإسكندرية.
احتجاج سلمي رغم التهديدات
ورغم التوترات الأمنية التي رافقت التظاهرة السابقة في يونيو/حزيران — والتي تزامنت مع مخاوف من ارتباطها بإطلاق نار استهدف النائبة ميليسا هورتمان والسيناتور جون هوفمان — يؤكد منظمو "لا للملوك" أن مبدأهم الجوهري هو الالتزام الكامل باللاعنف.
وكان فانس بولتر، المتهم بقتل هورتمان وزوجها مارك، وإصابة هوفمان وزوجته إيفايت بجروح خطيرة، قد عُثر في سيارته على منشورات مرتبطة بالاحتجاجات. ومع ذلك، قال كثيرون ممن شاركوا في تظاهرة سانت بول آنذاك إنهم "لا يريدون أن يفوز الخوف"، وهو شعار يُتوقّع أن يتردد مجددًا غدًا.
من هي حركة "لا للملوك"؟
وتؤكد الجهات المنظِّمة أن "لا للملوك" حركة شعبية خالصة، لا يتقاضى أحد أجورًا مقابل تنظيمها أو المشاركة فيها. وتضم التحالف نحو مئة منظمة، من بينها "League of Conservation Voters" (LCV)، ونقابات عمالية، وجمعيات حقوق مدنية، ومبادرات محلية. وتشدّد على أن كل حدث يُنظَّم بقيادة ناشطين محليين، مما يعكس تنوع المجتمع الأمريكي من الريف إلى المدن الكبرى.
على ماذا يحتجّ المتظاهرون؟
ويركّز الاحتجاج على سلسلة من الممارسات التي يرى المنظمون أنها تهدّد الديمقراطية، أبرزها:
- تجاهل ترامب المتكرر لأوامر المحاكم والدستور.
- نشر الجيش والحرس الوطني داخل المدن الأمريكية.
- الهجمات على البرامج الاجتماعية والصحية الأساسية.
- سياسات الهجرة التي تصفها المنظمات بـ"الترهيبية".
- التمييز ضد الفئات الأكثر هشاشة: المهاجرون، الأشخاص الملونون، مجتمعات LGBTQ، والطبقات ذات الدخل المنخفض.
ويذهب المنظمون إلى أن هذه السياسات لا تقوّض فقط المبادئ الديمقراطية، بل تجعل "الحياة أكثر خطورة وتكلفة" للمواطنين العاديين، خصوصًا أولئك الذين يعانون أصلًا من آثار تغيّر المناخ والفوارق البنيوية.
Today