ترامب يرد على احتجاجات "لا للملوك" بمقطع من صنع الذكاء الاصطناعي يُظهره يقصف المتظاهرين بـ"البراز"

شهدت الولايات المتحدة، السبت، موجة احتجاجات واسعة النطاق تحت شعار “لا للملوك” (No Kings)، حيث تجمعت حشود ضخمة في شوارع المدن الكبرى، ونظمت تجمعات أصغر في بلدة تلو الأخرى عبر الولايات الخمسين، احتجاجًا على سياسات الرئيس دونالد ترامب التي وصفها المنظمون بأنها “استبدادية”.
وأفاد المنظمون بأن نحو سبعة ملايين شخص شاركوا في أكثر من 2700 فعالية، ما يمثّل زيادة بنحو مليوني متظاهر مقارنةً بالجولة الأولى من الاحتجاجات في يونيو/حزيران الماضي. ووصفت الشرطة المظاهرات بأنها “سلمية إلى حد كبير”، مشيرة إلى أن العديد من المدن الكبرى لم تسجّل أي حوادث أو اعتقالات مرتبطة بالاحتجاجات.
وكان اللافت استخدام شعار الجمجمة من أنمي “ون بيس” عنصرًا بارزًا في الاحتجاجات، بعد أن انتشر في تحركات مناهضة للحكومة من بيرو إلى مدغشقر.
الغضب من سياسات الهجرة والرعاية الصحية والتهديدات الديمقراطية
وعبّر المتظاهرون عن غضبهم إزاء مجموعة واسعة من سياسات إدارة ترامب، مع تركيز خاص على ما وصفوه بـ"التهديدات للديمقراطية"، ومداهمات إدارة الهجرة والجمارك (ICE)، ونشر القوات الفيدرالية في المدن الأمريكية، وتخفيضات حادة في البرامج الفيدرالية، لا سيما في قطاع الرعاية الصحية.
وتأتي الاحتجاجات في خضم إغلاق الحكومة الفيدرالية، الذي دخل أسبوعه الثالث، نتيجة الجمود التشريعي بين البيت الأبيض والمشرعين الجمهوريين من جهة، والديمقراطيين من جهة أخرى، حول مشروع قانون التمويل.
شيكاغو: “أيديكم عن شيكاغو”
في شيكاغو، مركز الحملة الرئاسية لترامب حول الهجرة، احتشد الآلاف وهم يحملون لافتات محلية الصنع كُتب عليها “Hands Off Chicago”، ولوّحوا بالأعلام الأمريكية المقلوبة، إلى جانب عدد من الأعلام المكسيكية وأعلام الفخر. وشكّلت مداهمات الهجرة وتخفيضات برنامج "ميديكيد" (Medicaid) من بين الدوافع الرئيسية للمشاركة.
لوس أنجلوس: احتجاجات بروح كرنفالية
في لوس أنجلوس، تظاهر المشاركون وهم يرتدون أزياء قابلة للنفخ، ويلوحون بالأعلام الأمريكية. وردًا على وصف ترامب للاحتجاجات بأنها “منطقة حرب”، بدا المشهد العام أكثر انسجامًا مع احتفال جماهيري.
كما أُطلق بالون عملاق يصوّر ترامب وهو يرتدي حفاضًا، ورفع كثيرون لافتات تدعو إلى “إلغاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك (ICE)”.
واشنطن العاصمة: احتاج على إغلاق الحكومة
في اليوم الثامن عشر من إغلاق الحكومة، خرج موظفون فيدراليون حاليون وسابقون إلى شارع بنسلفانيا للمشاركة في تجمع سياسي هادئ. وعبّر كثيرون عن قلقهم إزاء فقدان الدخل وصعوبات تغطية النفقات الأساسية.
وقدّرت السلطات عدد الحشود في العاصمة بما يتراوح بين 8 آلاف و10 آلاف شخص، بينما هتف الآلاف قرب مبنى الكابيتول: “هكذا تبدو الديمقراطية!”.
نيويورك: “نحن نحتج لأننا نحب أمريكا”
في ميدان تايمز سكوير، امتدت حشود المتظاهرين لعدة شوارع قبل أن تتوجه نحو مانهاتن السفلى. وشارك في الاحتجاجات أشخاص من مختلف الأعمار، بينهم من يحتج منذ عقود، حاملين لافتات كُتب عليها: “نحن نحتج لأننا نحب أمريكا، ونريد استعادتها”.
وأفادت السلطات أن أكثر من 100 ألف شخص شاركوا في الاحتجاجات في نيويورك، ما يجعلها واحدة من أكبر التجمعات في البلاد.
أتلانتا: ربط الاحتجاجات بإرث الحقوق المدنية
في عاصمة ولاية جورجيا، احتشد المتظاهرون لتكريم الإرث العميق لحركة الحقوق المدنية في المدينة. وحملت مظاهرة السبت نبرة سلمية، داعية إلى “حماية الديمقراطية” و”رفض الكراهية”، ومواصلة مسيرة أولئك الذين ساروا من قبل.
هيوستن: “محاربة الجهل، وليس المهاجرين”
في هيوستن، حيث يشكّل المهاجرون نحو ربع السكان وفقًا لمعهد سياسة الهجرة، رفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها: “محاربة الجهل، وليس المهاجرين”. وشارك في الاحتجاج عائلات بأكملها، من بينها بيانكا دياز التي أحضرت ابنتها لونا البالغة من العمر 6 سنوات، مرتدية زي سمندل أكسولوتل. وقالت دياز إنها أرادت أن تُري ابنتها أهمية الدفاع عن الحقوق.
ترامب يرد على المحتجين بمقطع مُولَّد بالذكاء الاصطناعي
من جهته رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الحملة عبر منشور على حسابه في منصة التواصل الاجتماعي تروث سوشيال، نشرفيه مقطع فيديو تم إنشاؤه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، مستوحى من فيلم رسوم متحركة بعنوان “الملك ترامب” (Le Roy Trump). ويظهر في المقطع، مشهد يصوّر المتظاهرين وهم يُغطَّون بالبراز، في رسالة ساخرة ومهينة تجاه المشاركين في احتجاجات “لا للملوك”.
ساندرز يحذّر: “الرئيس يريد المزيد من السلطة”
في خطاب أمام الحشد قرب مبنى الكابيتول، حذّر السناتور التقدمي بيرني ساندرز من المخاطر التي تواجه الديمقراطية في عهد ترامب، قائلاً: “لدينا رئيس يريد المزيد والمزيد من السلطة في يديه وفي أيدي زملائه الأوليغارشيين”.
تنظيم وطني واسع وردّ جمهوري لاذع
نظمت فعاليات “يوم بلا ملوك” مجموعات وطنية ومحلية وتحالفات تقدمية معروفة، من بينها Indivisible و50501 وMoveOn، وشملت نحو 2700 موقع في جميع الولايات الخمسين، حتى قرب منزل ترامب في فلوريدا.
في المقابل، ندّد قادة الحزب الجمهوري بالاحتجاجات، ووصفوها بأنها “مسيرة كراهية أمريكا”، وحمّلوها مسؤولية إطالة أمد إغلاق الحكومة، رغم أن معدلات تأييد ترامب في استطلاعات الرأي لم تشهد تغيّراً ملحوظاً.
Today