...

Logo Pasino du Havre - Casino-Hôtel - Spa
in partnership with
Logo Nextory

في ذكرى اندلاع ثورة الجزائر.. صفحةٌ لا تُطوى وشبح الماضي يسمّم العلاقات مع باريس

International • Nov 1, 2025, 10:30 AM
1 min de lecture
1

لا تزال العلاقة بين الجزائر وفرنسا أسيرة ماضٍ وجُرْح "لم يلتئم بعد". حيث يستمر تأثير اتفاقيات إيفيان لعام 1962، التي أنهت رسميًا فترة ستعمار الفرنسي، في تشكيل مسار العلاقات بين البلدين. ولا يزال التاريخ المثقل بالأحداث يؤثر على الحاضر ويرسم ملامح السياسة الخارجية بين باريس والمستعمرة السابقة خاصة في ملفّي الهجرة والذاكرة المشتركة.

جراح لم تندمل بين الجزائر وفرنسا

تميّزت الجزائر عن كلٍّ من تونس والمغرب اللتين خضعتا لنظام الحماية، إذ جرى ضمّها رسميًا إلى الأراضي الفرنسية، ما أدّى إلى استيطان أوروبي كثيف جعل وضعها الاستعماري مختلفًا عن باقي المستعمرات الفرنسية في إفريقيا، وفق ما يوضّحه الباحث في التاريخ مهدي حسحوس لـ"يورونيوز".

وشكّلت ثورة الفاتح من نوفمبر/تشرين الثاني 1954 لحظة فارقة في تاريخ الجزائر، إذ كانت إيذانًا ببدء العدّ العكسي للوجود الفرنسي بعد احتلال دام أكثر من 132 عامًا. وكانت هذه الثورة بمثابة "ضربة لآخر معاقل باريس في شمال إفريقيا"، وهي التي لم تكد تفيق من صدمة هزيمة معركة ديان بيان في مايو/ أيار 1954 والتي أنهت الاستعمار الفرنسي لفيتنام، حسب الباحث.

وقد أسفرت تلك الحرب الدموية عن مقتل أكثر من مليون ونصف مليون جزائري بحسب الأرقام الرسمية الجزائرية. لكن الإحصاءات الفرنسية تتحدث عن مقتل ما بين 300 ألف و400 ألف جزائري في سبع سنوات.

أما الخسائر العسكرية التي تكبدتها باريس في نفس الفترة، فقد بلغت 25 ألف جندي قتيل و65 ألف جريح و485 مفقودا. وقد بلغ عدد القتلى المدنيين الفرنسيين 2788 شخصا و7541 جريحا و875 مفقودا.

ويقول المختص في الشؤون المغاربية نزار مقني في حديثه لـ"يورونيوز" ، إنه حين وُقّعت اتفاقيات إيفيان في مارس/آذار 1962، خُيّل للجزائريين والفرنسيين أنّ صفحة جديدة فُتحت، غير أنّ تلك الصفحة ظلّت محمّلة ببقايا الماضي.

فالاتفاقيات التي نظّمت مرحلة ما بعد الحرب نصّت على حرية التنقل، وضمان حقوق المِلكية للفرنسيين المقيمين في الجزائر، وتنظيم حركة الهجرة نحو فرنسا، لكنها سرعان ما تحوّلت إلى منطلقٍ لتوتّراتٍ دائمة غذّتها "الذاكرة الجريحة والعلاقات غير المتكافئة بين الطرفين" وفق تعبيره.

من إيفيان 1962 إلى اتفاق 1968.. علاقة متقلّبة

في 27 ديسمبر 1968، وُقّع اتفاق الهجرة بين الجزائر وفرنسا، الذي شكّل امتدادًا عمليًا لروح اتفاقية إيفيان، وكان يُفترض أن يكرّس التعاون بين البلدين، إذ نصّ على تسهيلات خاصة لإقامة الجزائريين في فرنسا، وفتح الباب أمام اليد العاملة الجزائرية للمشاركة في النهضة الصناعية الفرنسية فيما يُسمّى بفترة "الثلاثين المجيدة".

وفي تلك السنوات، كانت باريس بحاجة للعمال لإتمام مشاريعها الصناعية وبنيتها التحتية من مصانع وطرق وسكك حديدية. وعبر آلاف الجزائريين البحر الأبيض المتوسط، ليكونوا جزءًا من بناء فرنسا الحديثة.

لكن، وفقًا لتوصيف الخبير نزار مقني، تغيّرت الصورة تمامًا منذ السبعينيات. وتحوّلت الهجرة من ضرورة اقتصادية إلى مصدر توتر سياسي واجتماعي، مع تصاعد خطاب أقصى اليمين الذي صوّر المهاجر الجزائري كرمز للخطر على النسيج الديمغرافي لفرنسا.

وفي ظل تعديلات متكررة على الاتفاق في أعوام 1985 و1994 و2001، بدأ الاتفاق يفقد تدريجيًا محتواه الأصلي.

الذاكرة وعبء الحقبة الاستعمارية

يؤكد المختص في الشؤون المغاربية لـ"يورونيوز" أن العلاقة بين الجزائر وفرنسا ظلت محكومة بفترة استعمارية معقدة. ففرنسا تركت وراءها إرثًا ثقيلا من أحداث عنف دموية مثل "مجازر سطيف وقالمة وخراطة في 8 مايو أيار 1945، ( 45 ألف جزائري وفق االجزائر وما بين 1500 و20 ألف حسب الأرقام الفرنسية)، وأيضا معسكرات التعذيب والإعدامات الجماعية خلال الثورة الجزائرية" وفق المتحدث.

ومن جانبها، ما زالت الجزائر تعتبر أن فرنسا لم تقدم اعتذارًا رسميًا عما فعلته في الجزائر، رغم مبادرات من رؤساء فرنسيين مثل جاك شيراك وفرانسوا هولاند وإيمانويل ماكرون.

ويضيف مقني أن مع كل أزمة سياسية أو خلاف دبلوماسي، تعود معضلة الذاكرة لتطفو على السطح، سواء من خلال تصريحات سياسية نارية أو إجراءات مثل تخفيض منح التأشيرات للجزائريين، آخرها إلغاء اتفاق الإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والجوازات الخاصة.

الهجرة والصحراء الغربية.. خلافات تعمّق التوتر

تتهم باريس الجزائر برفض استعادة رعاياها من المهاجرين غير الشرعيين والذين صدرت بحقهم أوامر بمغادرة الأراضي الفرنسية.

وتكشف أرقام الداخلية الفرنسية أن "حوالي نصف المهاجرين الموجودين في مراكز الاحتجاز الإداري بفرنسا هم من الجزائريين"، مشددة على ضرورة استئناف القنصليات إصدار التراخيص التي تتيح ترحيلهم إلى بلدهم الأصلي.

وتُعدّ الجالية الجزائرية الأكبر عددًا في فرنسا، فيما يتصدر الجزائريون قائمة الموقوفين في قضايا الإقامة غير النظامية بأكثر من 33 ألف شخص عام 2024، وفق بيانات وزارة الداخلية الفرنسية.

وقد تعمّقت الخلافات السياسية بين البلدين، خصوصًا بعد إعلان باريس دعمها العلني لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية، وهو ما اعتبرته الجزائر انحيازًا واضحًا للموقف المغربي، ما زاد من حدة التوتر وأدخل العلاقات الثنائية في مرحلة من الجمود.

البرلمان الفرنسي.. عودة اليمين إلى خطاب ما قبل إيفيان

في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2025، فجّر تصويت الجمعية الوطنية الفرنسية ضد اتفاق 1968 موجة غضب بعد أن دعم نواب من اليمين الجمهوري وحزب آفاق المقترح الذي تقدّم به اليمين المتطرف لإدانة الاتفاق.

ووصفت مارين لوبن نتيجة التصويت بـ"الانتصار الرمزي الكبير"، معتبرة أن البرلمان "عبّر عن إرادة فرنسية صريحة لإعادة النظر في العلاقة مع الجزائر".

وفي المقابل، رأى اليسار في التصويت "نقطة انكسار خطيرة"، إذ قال أوليفييه فور، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، إنّ "اليمين الجمهوري انضمّ إلى اليمين المتطرف في التصويت ضد اتفاق رمزي من تاريخ العلاقات الثنائية".

أما رئيسة كتلة "فرنسا الأبية" في البرلمان ماتيلد بانو فاعتبرت النص "عنصريًا "، فيما لمّحت نائبة حزب الخضر سيرييل شاتلين إلى أن غياب رئيس الوزراء غابرييل أتال عن الجلسة هو الذي منح اليمين المتطرف "أول انتصار تشريعي رمزي".

اللافت هو التوقيت الذي جرى فيه التصويت إذ أنه أتى قبل يومين من الذكرى الواحدة والسبعين للثورة الجزائرية ويشكل إحراجا للرئيس إيمانويل ماكرون وجهوده في استئناف الحوار مع الجزائر خصوصا بعد مغادرة وزير الداخلية السابق برونو روتايو للحكومة وهو الذي يعتبر من أشد المنتقدين للحكومة الجزائرية.

ماضٍ يسمّم الحاضر وقد يحدّد المستقبل

يشدّد الرئيس عبد المجيد تبون ، دائما، على أن المسألة بالنسبة للجزائر "رمزية تتعلق بالكرامة والسيادة"، وأن بلاده "لن تنساق وراء استفزازات سياسية داخلية فرنسية" وفق تعبيره. في المقابل، ترى أطراف في الضفة الأخرى من المتوسط أن النظام الجزائري يستخدم مسألة الذاكرة لتسجيل نقاط وتحقيق مآرب أخرى.

ويعتبر نزار مقني، أن كل نقاش حول الهجرة أو التأشيرات أو حتى التعاون الأمني بين الجزائر وفرنسا، هو في جوهره "نقاش حول الماضي المقنّع بلغة الحاضر."

أكثر من سبعة عقود مرت على اندلاع الثورة الجزائرية وبعد 63 عاما على الاستقلال ولا يزال التوتر يطبع العلاقات مع باريس ما يعكس صعوبة طيّ صفحة تاريخٍ أسقط حكومات وكان سببا في ميلاد الجمهورية الخامسة عام 1958 كما أنه ساهم في إحداث تغيير عميق للمجتمع الفرنسي بحسب المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا.


Today

خفض المساعدات الغذائية الأميركية يدفع بنوك الطعام إلى الاستعداد لزيادة الطلب
International • 1:51 PM
1 min
مع إنهاء الحكومة الأميركية برنامج "SNAP" للمساعدات الغذائية، تستعد بنوك الطعام في نيويورك لزيادة الطلب، في وقت تواجه فيه الأسر وكبار السن صعوبة في تحمل تكاليف البقالة.<div class="small-12 column text-center article__button"><a href="https://arabic.euronew
Read the article
فيديو - المغرب: احتفالات شعبية عقب تصويت مجلس الأمن لصالح خطة الرباط بشأن الصحراء الغربية
International • 11:01 AM
1 min
منذ أكثر من نصف قرن، تعتبر المملكة الصحراء الغربية جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، في مقابل مطالبة جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، باستقلال كامل للإقليم.<div class="small-12 column text-center article__button"><a href="https://arabic.euronews.com/2025/1
Read the article
في ذكرى اندلاع ثورة الجزائر.. صفحةٌ لا تُطوى وشبح الماضي يسمّم العلاقات مع باريس
International • 10:30 AM
1 min
بعد أكثر من ستة عقود على توقيع اتفاقيات إيفيان التي أنهت رسميا الاستعمار الفرنسي، ما تزال الجزائر وفرنسا تسيران في علاقةٍ متقلّبة، تُعيد التاريخ إلى الواجهة كلما طفا على السطح الخلاف السياسي أو ملف الهجرة أو الذاكرة. وتقف العلاقة بين باريس والجزائر معلّقة
Read the article
بعد تجميد نشاط جمعيات حقوقية في تونس.. هل يشهد المجتمع المدني موجة قيود جديدة؟
International • 10:00 AM
1 min
يخشى ناشطو المجتمع المدني في تونس من تصاعد إجراءات تعليق أنشطة الجمعيات، معتبرين أن هذه الخطوات تمثل مقدمة للتوقيف النهائي، وتشير إلى محاولة لـ"تكميم الأفواه" و"العودة إلى الممارسات السلطوية".<div class="small-12 column text-center article__button"><a hre
Read the article
الإعصار "ميليسا": لقطات بطائرة مسيّرة توثّق دمارًا واسعًا في الكاريبي
International • 9:35 AM
1 min
أيام من الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تسبب بها الإعصار "ميليسا" دمّرت أجزاء واسعة من منطقة الكاريبي، وتسببت بتشريد عائلات وتعطيل خدمات أساسية في جامايكا وكوبا وهايتي وجمهورية الدومينيكان.<div class="small-12 column text-center article__button"><a href="
Read the article
ترامب: "المسيحيون في نيجيريا يواجهون تهديداً وجوديّاً وسننقذ هذه الطائفة العظيمة في كل العالم"
International • 9:01 AM
1 min
لاقى قرار ترامب دعماً من أعضاء بارزين في الحزب الجمهوري. فقد أيد النائب رايلي مور التصنيف، مؤكداً أنه دعا إليه منذ خطابه الأول في أبريل، ومشيراً إلى نيته "التأكد من أن نيجيريا تحظى بالاهتمام الدولي والضغط والمساءلة التي تحتاجها بشكل عاجل".<div class="smal
Read the article
المرحاض الذهبي يُعرض مجددًا في المزاد بسعر افتتاحي قدره 10 ملايين دولار
International • 8:44 AM
1 min
سيُعرض في نوفمبر بدار المزادات "سوذبيز" في نيويورك مرحاض من الذهب الخالص عيار 18 يحمل عنوان "أمريكا" للفنان ماوريتسيو كاتيلان، على أن يبدأ المزاد بسعر افتتاحي يناهز عشرة ملايين دولار، وهي قيمة تقارب سعر الذهب الذي صُنع منه.<div class="small-12 column text
Read the article
القبض على مشتبهين في ميشيغان بتهمة التخطيط لهجوم خلال "الهالوين".. ما علاقة "داعش"؟
International • 8:01 AM
4 min
بحسب "أسوشيتد برس"، فإن القضية تتمحور حول محادثات جرت في غرفة دردشة إلكترونية، ناقش فيها بعض الموقوفين تنفيذ هجوم متزامن مع احتفالات "الهالوين"، مستخدمين عبارة "يوم اليقطين" للإشارة إليه.<div class="small-12 column text-center article__button"><a href="ht
Read the article
إسرائيل: الرفات التي سلمها الصليب الأحمر مساء الجمعة ليست لرهائن محتجزين في غزة
International • 7:25 AM
1 min
وكان الإعلام العبري قد أشار في وقت سابق نقلا عن مصادر رسمية إلى أنه لا يوجد ما يؤكد أن تلك الرفات تعود لأيٍّ من الرهائن الأحد عشر الذين لا تزال جثثهم محتجزة في القطاع.<div class="small-12 column text-center article__button"><a href="https://arabic.euronew
Read the article
المشاهير يتألقون بإطلالات تنكرية في حفل "الهالوين" السنوي الذي تقيمه هايدي كلوم
International • 12:19 AM
1 min
عارضة الأزياء هايدي كلوم تتنكر بشخصية "ميدوسا" في حفلتها السنوية لـ "الهالوين" بنيويورك، مرتدية قشورًا خضراء وتاجًا من الأفاعي، بينما ظهر زوجها مجسدًا دور رجل تحوّل إلى حجر.<div class="small-12 column text-center article__button"><a href="https://arabic.e
Read the article