أزمة غير مسبوقة في إيران.. طهران مهددة بانقطاع مياه الشرب خلال أسبوعين فقط
كشف بهزاد بارسا، المدير التنفيذي لشركة المياه الإقليمية في طهران، أن كمية الأمطار التي هطلت في محافظة طهران خلال أكتوبر الماضي كانت "الأدنى منذ قرن تقريباً".
وأوضح بارسا، في تصريح يوم الأحد، أن معدل تدفق المياه إلى سدود طهران انخفض بنسبة 43% مقارنة بالفترة المماثلة من العام المائي الماضي، مشيراً إلى أن سد أميركبير، الذي كان يحجز 86 مليون متر مكعب من المياه قبل عام، يعاني اليوم من تراجع حاد في سعته نتيجة “انخفاض بنسبة 100% في كميات الهطول” مقارنة بالمتوسط التاريخي للمحافظة.
وأكد بارسا أن طهران تمر بسنة خامسة متتالية من الجفاف، ما فرض ضغوطاً غير مسبوقة على موارد المياه في العاصمة. وحذّر من أن استمرار أنماط الاستهلاك الحالية، دون تغيير جذري في سلوك المستهلكين، قد يؤدي إلى “أزمات خطيرة” في تأمين مياه الشرب.
ودعا المواطنين إلى التعاون الفعّال عبر ترشيد الاستهلاك وتعديل أنماط استخدام المياه، معتبراً ذلك "الخيار الوحيد المتاح لتفادي انهيار المنظومة". ولم يُفصح بارسا عن حالة الخزانات الأخرى، رغم أن الإعلام المحلي الإيراني يشير إلى أن استهلاك طهران اليومي يبلغ نحو ثلاثة ملايين متر مكعب.
انقطاعات متكررة وتدابير طارئة
وفي الأسابيع الأخيرة، تكرّرت حالات قطع الإمدادات عن أحياء متفرقة من العاصمة، بعد أن أصبحت الانقطاعات ظاهرة شائعة خلال فصل الصيف. وكان شهرَا يوليو وأغسطس قد شهدا تعطيل الدوام الرسمي مرتين، في إطار إجراءات طارئة لتقليل الطلب على المياه والكهرباء وسط موجة حرّ قياسية وانقطاعات كهربائية شبه يومية.
وفي تصريحات سابقة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وصف أزمة المياه بأنها "أكثر خطورة مما يُعرض في النقاشات العلنية".
استعدادات وفق سيناريو متشائم
وفي ظل التدهور السريع في مخزون السدود، عقدت السلطات الإيرانية اجتماعاً طارئاً بمشاركة وزير الطاقة ومحافظ طهران لبحث سُبل إدارة أزمة مياه الشرب في العاصمة. وكشف عیسی بزرك زاده، المتحدث باسم قطاع المياه في وزارة الطاقة الإيرانية، أن سدود لتيان، ماملو، لار، وأميركبير وصلت إلى "الحد الأدنى من قدرتها على التحمّل"، ما اضطر المسؤولين إلى اتخاذ "قرارات استثنائية" لتقليل الاستهلاك.
وشدّد بزرك زاده على أن نجاح خطط الترشيد "يتطلب تنسيقاً وثيقاً بين وزارة الطاقة والمواطنين".
وكان بزرك زاده قد أعلن في 31 أكتوبر أن الحكومة وضعت "سيناريو متشائما" لتغطية احتياجات طهران خلال فصل الخريف، مؤكداً أن تدابير خفض ضغط المياه ستستمر حتى يتحقق "استقرار ملموس" في الموارد المائية.
وبحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، فقد جفّت تسع بحيرات وأهوار رئيسية في إيران ــ بينها أرومية، بختغان، بريشان، جازموريان، جاوخوني، هامون، مهارلو، طَشْك، وحوض السلطان في قم ــ كلياً أو جزئياً خلال الصيف.
وأرجعت منظمة حماية البيئة الإيرانية هذا التدهور إلى توقف التدفقات السطحية، والاستنزاف المفرط للمياه الجوفية، وهبوط منسوب المياه تحت الأرض، مشيرة إلى أن أكثر من 60% من الأهوار فقدت أكثر من نصف سعتها أو جفّت تماماً.
محاولة استغلال سياسي لأزمة المياه
في أغسطس الماضي، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغلال أزمة نقص المياه في إيران، فوجّه رسالة مصورة باللغة الإنجليزية إلى الإيرانيين تحدّث فيها عن الوضع المائي في البلاد.
وقال نتنياهو: "فرض علينا قادتكم حرباً استمرت 12 يوماً وتلقوا هزيمة ساحقة. إنهم دائماً يكذبون ونادراً ما يقولون الحقيقة". كما دعا الإيرانيين إلى "التحلي بالجرأة والشجاعة، والجرأة على الحلم”، وحثّهم على "الخروج إلى الشوارع لطلب العدالة والمساءلة".
ووعد بأن "إسرائيل، الدولة الأولى عالمياً في إعادة تدوير المياه، سترسل خبراءها إلى إيران بمجرد تحريرها"
Today