بسبب قيود طالبان..الأمم المتحدة توقف عملياتها الإنسانية على الحدود بين أفغانستان وإيران
توقفت اليوم الثلاثاء 4 تشرين الثاني/نوفمبر كل الأنشطة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وشركائها على الحدود بين أفغانستان وإيران، بعد أن فرضت سلطات طالبان قيودًا جديدة تمنع الموظفات الأفغانيات من العمل في المنطقة، وفق ما أكد إندريكا راتواتي، منسق العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في أفغانستان، في حديث إلى وكالة فرانس برس.
قال راتواتي إن "الأمم المتحدة وشركاءها الإنسانيين علّقوا اليوم العمليات في مركز إسلام قلعة الحدودي بين أفغانستان وإيران، إثر فرض قيود إضافية تمنع الموظفات المحليات في الأمم المتحدة وشركائها من العمل على الحدود"، محذرًا من أن هذه الإجراءات تطرح "تحديات فورية في إدارة العمليات ومخاطر إضافية على الأشخاص العائدين، خصوصًا النساء والفتيات".
مخاطر على النساء والأطفال العائدين
وأوضح المسؤول الأممي أن أكثر من 60% من المهاجرين العائدين من إيران عبر معبر إسلام قلعة هم من النساء والأطفال، مؤكدًا أن "غياب الموظفات يمنعنا من تقديم المساعدة لهؤلاء العائدين بطريقة تحفظ كرامتهم واحترامهم"، مشيرًا إلى أن محادثات جارية مع سلطات طالبان لمحاولة التوصل إلى حل يتيح استئناف العمل.
اجتماع مع طالبان وامتناع عن التعليق
وبحسب ما نقلت "فرانس برس" عن مصادر أممية، جاء القرار بعد اجتماع عُقد الإثنين مع مسؤولين من حركة طالبان، في حين لم تصدر حكومة طالبان أي تعليق بشأن القيود الجديدة.
من جانبها، قالت موظفة أفغانية في إحدى وكالات الأمم المتحدة في هرات، المدينة القريبة من الحدود، إنّه "لن تُقدَّم أي خدمات للمهاجرين، لا في إسلام قلعة ولا في مخيم أنصار في هرات"، بينما أكد مصدر في منظمة إنسانية توقف أنشطة منظمته في المعبر الحدودي في اليوم نفسه.
قيود متزايدة على عمل النساء
ويأتي هذا التطور بعد سلسلة من القيود التي فرضتها سلطات طالبان على عمل النساء في المنظمات الإنسانية. ففي منتصف أيلول/سبتمبر، اضطرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تعليق المساعدات في مراكز توزيعها داخل أفغانستان، مبرّرة القرار باستحالة جمع المعلومات عن 52% من العائدين، وهن نساء، في ظل غياب الموظفات.
وكانت حكومة طالبان قد حظرت في عام 2022 على المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية توظيف النساء الأفغانيات، ثم وسّعت الحظر ليشمل موظفات الأمم المتحدة، مع السماح لبعضهن بالعمل عن بُعد أو في قطاعات محدودة فقط. ومنذ شهرين، تُلزم الموظفات المحليات في الأمم المتحدة بالعمل من منازلهن، بينما ما زالت بعض المنظمات غير الحكومية قادرة على إرسال موظفاتها إلى الميدان.
معبر رئيسي للعائدين
ويُعد معبر إسلام قلعة النقطة الرئيسية لعودة الأفغان الذين يُعادون أو يُطردون من إيران، وقد عبر منه نحو 1,2 مليون شخص خلال عام 2025 وفق تقديرات الأمم المتحدة. وبشكل إجمالي، عاد إلى أفغانستان منذ مطلع العام نحو 2,2 مليون شخص، بينهم 1,7 مليون من إيران.
وفي موازاة ذلك، تواصل باكستان المجاورة تنفيذ حملة لترحيل الأفغان بدأت عام 2023، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في المنطقة.
Today