إسبانيا: الآلاف من المتطوعين يتكاتفون لتنظيف ما خلفته الفيضانات المدمرة في فالنسيا
مضى خمسة أيام على الفيضانات الشبيهة بتسونامي التي اجتاحت الضواحي الجنوبية لمدينة فالنسيا، مغلفةً العديد من المجتمعات بطين كثيف ولزج. ورغم التحديات الكبيرة، لا تزال مهمة التنظيف تتطلب جهدًا هائلًا، بينما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن المفقودين.
يشارك حوالي 2000 جندي في عمليات الطوارئ، حيث يقومون بالبحث عن الناجين، والمساعدة في إزالة الأنقاض، وتوزيع السلع الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، تساهم 1800 ضابط شرطة وطنية وحوالي 2500 من حرس المدنية في الجهود المبذولة. ومن المتوقع وصول المزيد من القوات لتعزيز جهود الإغاثة.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يوم السبت أن فرق الإنقاذ أنقذت نحو 4800 شخص، وقدمت المساعدة لأكثر من 30000 شخص في المنازل، وعلى الطرق، وفي المناطق الصناعية المتضررة.
وفي بلدة بايبرتا، التي تُعتبر "نقطة الصفر" للفيضانات، شهدت المنطقة أكبر عدد من الضحايا، حيث أكدت التقارير وفاة 60 شخصاً من بين 211 حالة مؤكدة. بينما تستمر الشرطة وعمال الطوارئ في البحث عن الجثث، تظهر السلطات تحديات جسيمة في التعامل مع حجم الكارثة.
أعرب المتطوع لويس خافيير غونزاليس، البالغ من العمر 22 عاماً، عن حزنه قائلاً: "كنت في الولايات المتحدة عندما سمعت الأخبار. عائلتي وأصدقائي هنا، شعرت أن من واجبي أن أساعد. من المحزن أن أرى عدد المتطوعين أكبر من الموظفين الحكوميين."
وشاركت المتطوعة مارتا لوزانو، التي جاءت من فالنسيا، إحساسها بالمسؤولية تجاه المجتمعات المتضررة، حيث قالت: "رأيت الكارثة على الأخبار وشعرت بعدم الجدوى، لذا قررت المساعدة. يجب أن يكون هناك شخص هنا للوقوف إلى جانب هؤلاء الناس."
تأثر السكان المحليون بلطف المتطوعين، حيث قال أنجل مارتينيز: "أريد أن أشكر جميع الغرباء الذين جاءوا من بلدات بعيدة لمساعدتي. من الرائع أن أرى كيف يهرع الناس للمساعدة عندما يرون الأضرار."
مع استمرار الكارثة، أعلن سانشيز عن إرسال 5000 جندي و5000 شرطي إضافي إلى المنطقة، مما يعكس التزام الحكومة بمواجهة هذه الأزمة الكبيرة.
تظل الفيضانات واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها إسبانيا في التاريخ الحديث، مما يتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية للتخفيف من آثارها.
Yesterday