تصعيد أمريكي ضد فنزويلا: حصار نفطي وضربات بحرية تضيّق الخيارات أمام ترامب ومادورو
تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصعيد حملتها العسكرية ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مع زيادة الضربات البحرية وفرض حصار شامل على ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات الأمريكية.
وجاء تصعيد ترمب بعد إعلان سابق أنه أنهى 94% من عمليات تهريب المخدرات البحرية إلى الولايات المتحدة وقلّل عبور المهاجرين غير الشرعيين للحدود إلى "الصفر".
وأكد ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن فنزويلا سرقت "النفط والأراضي وأصولًا أخرى" من الولايات المتحدة لـ"تمويل أنشطة إجرامية"، في إشارة إلى مصادرات العقود القديمة مع شركات النفط الأمريكية عند تأميم الصناعة.
وأضاف أن الجيش الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي "سيزداد قوة، وستكون الصدمة لهم غير مسبوقة" إذا لم تُعاد هذه الممتلكات فورًا.
وتشير التقارير إلى أن الضربات البحرية بلغت 28 عملية أسفرت عن مقتل 104 أشخاص على الأقل، فيما أعلنت الولايات المتحدة فرض حصار على جميع السفن الخاضعة للعقوبات التي تنقل النفط الفنزويلي.
وفي مقابلة مع Politico، صرح ترامب بأن "أيام مادورو معدودة"،وعندما سُئل، الخميس، عمّا إذا كان يستبعد خيار الحرب مع فنزويلا، أجاب لشبكة NBC: "لا أستبعده".
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، تصف إدارة ترامب مادورو بأنه "رأس كارتل دولي للمخدرات"، متهمة إياه بالتورط في شبكات تهريب المخدرات وتمويل الإرهاب، ومشيرة إلى أنه في حال فشل الضغوط الحالية في دفعه إلى التنحي، قد تجد الولايات المتحدة نفسها أمام خيار تغيير النظام بالقوة.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن البيت الأبيض تأكيده أن الخيارات المتاحة أمام ترامب بشأن فنزويلا "لا تتقلص"، وأن الرئيس يحتفظ بجميع الاحتمالات المفتوحة لضمان "سلامة الأمريكيين''.
غير أن تمسّك مادورو بموقعه يضع ترامب أمام معادلة معقدة، بين المضي نحو تصعيد أكبر قد يشمل ضربات داخل الأراضي الفنزويلية وربما عملية عسكرية أوسع، أو التراجع والاكتفاء بإعلان "نصر سياسي" يستند إلى تراجع عمليات التهريب.
وقال إليوت أبرامز، المبعوث الخاص لترامب إلى فنزويلا خلال ولايته الأولى، في بودكاست "مدرسة الحرب": "قد يعلن الرئيس بعد شهر أو شهرين النصر بحجة أن تهريب المخدرات بحرًا انخفض بشدة". لكنه أضاف: "إذا نجا مادورو وانسحب ترامب، فسيكون ذلك هزيمة".
ويعكس التصعيد الأمريكي تجاه فنزويلا تداخلًا بين الأهداف السياسية الداخلية لترامب وأولويات كبار مسؤولي إدارته، في إطار سياسة "أمريكا أولًا".
ولا ينفصل هذا التشدد عن الحسابات السياسية الداخلية في واشنطن، إذ يشكّل ملف الهجرة، ولا سيما تدفق الفنزويليين إلى الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، عنصرًا أساسيًا في خطاب ترامب.
وشددت الإدارة الأمريكية سياساتها في هذا الملف، حيث أمر ترامب بإنهاء الوضع المحمي لآلاف الفنزويليين وبدأ تنفيذ عمليات ترحيل واسعة، متهمًا مادورو بإرسال مهاجرين إلى الولايات المتحدة للتحريض على الجريمة والعنف، وهي مزاعم لم تؤكدها تقارير الاستخبارات الأميركية.
Today