تصاعد التوتر بعد انتهاء الهدنة.. طالبان تتهم باكستان باستئناف القصف

قالت الشرطة الأفغانية، الجمعة، إن الجيش الباكستاني نفّذ ضربات جوية في جنوب شرق أفغانستان بعد ساعات قليلة من انتهاء وقف إطلاق النار بين البلدين، والذي استمر يومين.
وذكر المتحدث باسم شرطة ولاية باكتيكا، محمد الله أميني مويا، أن القصف استهدف مناطق حدودية في الولاية وموقعين آخرين قريبين من الحدود مع باكستان، بينها منزل مدني في قرية خانادار أسفر عن وقوع ضحايا. ولم يقدم تفاصيل إضافية حول طبيعة الضربات أو كيفية تنفيذها. ولم يصدر أي تعليق فوري من الجانب الباكستاني على هذه الاتهامات.
تصاعد التوتر بعد الهدنة
كان وقف إطلاق النار، الذي بدأ الأربعاء، قد أنهى أيامًا من القتال أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات. وانتهى الاتفاق مساء الجمعة من دون إعلان رسمي عن تمديده، رغم استمرار الجهود الدبلوماسية لاحتواء التوتر، في وقت عرضت فيه قطر استضافة محادثات سلام بين الجانبين.
وجاء القصف بعد ساعات من هجوم انتحاري بسيارة مفخخة على مجمع أمني قرب الحدود نفّذه مسلحون من حركة طالبان باكستان، ما أدى إلى سقوط قتلى في مدينة مير علي بإقليم خيبر بختونخوا. وأفادت الشرطة بأن الهجوم أعقبه اشتباك عنيف أسفر عن مقتل ستة مسلحين وجندي واحد.
طالبان باكستان على خط المواجهة
تُعد حركة طالبان باكستان، المصنفة منظمة إرهابية من قبل السلطات الباكستانية، منفصلة عن طالبان أفغانستان لكنها على صلة بها. وتتهم إسلام آباد الحركة باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات داخل باكستان. وأعلن فصيل تابع للحركة بقيادة حافظ غل بهادر مسؤوليته عن تفجير مير علي.
مواقف رسمية متباينة
في كابول، قال المتحدث باسم حكومة طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن وفدًا من الحركة يستعد للسفر إلى قطر للمشاركة في محادثات محتملة، مؤكدًا أن "السياسة واضحة وثابتة: لا نسعى إلى الحرب مع باكستان أو أي طرف آخر".
أما في إسلام آباد، فقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شفقات علي خان إنه لا يملك أي معلومات يعلنها بشأن محادثات محتملة مع الجانب الأفغاني، موضحًا أن الوزارة ستصدر بيانًا رسميًا عند حدوث أي تطورات.
وأضاف خان أن بلاده تطالب كابول بمنع استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات داخل باكستان، مشيرًا إلى أن الضربات الأخيرة كانت تستهدف "مخابئ لمسلحين".
خلفيات أمنية
تشهد باكستان منذ يناير/كانون الثاني ارتفاعًا في وتيرة الهجمات التي تُنسب إلى حركة طالبان باكستان، وهو ما زاد من توتر العلاقات مع كابول التي تتهمها إسلام آباد بإيواء عناصر الحركة. وقالت مصادر أمنية إن الجيش الباكستاني نفّذ هذا الأسبوع عدة عمليات في المنطقة الحدودية أسفرت عن مقتل 102 مسلح.
وتُعد الاشتباكات الأخيرة بين البلدين الأعنف منذ عام 2021، عندما سيطرت طالبان على السلطة في أفغانستان عقب انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد 20 عامًا من الحرب. ويأتي التصعيد الحالي بعد اتهام كابول لإسلام آباد، في وقت سابق، بتنفيذ ضربة في العاصمة الأفغانية، وهي مزاعم لم تؤكدها الحكومة أو الجيش الباكستاني. وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون إن الضربة كانت تستهدف نور ولي محسود، زعيم حركة طالبان باكستان.
وفي تطور آخر، أعلنت الحكومة الباكستانية أنها أعادت 1.4 مليون لاجئ أفغاني إلى بلادهم ضمن خطة ترحيل تدريجية بدأت عام 2023، في خطوة قد تزيد من تعقيد التوتر بين البلدين.
Today