تقارير إسرائيلية: نتنياهو يقر خطة لاحتلال كامل غزة وترامب يمنحه "الضوء الأخضر"

أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست"، مساء الاثنين 4 آب/أغسطس 2025، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على خطة لاحتلال كامل لقطاع غزة، تشمل تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق يُعتقد أن رهائن إسرائيليين محتجزون فيها.
ووفقًا للصحيفة، وجّه مكتب نتنياهو رسالة صريحة إلى رئيس أركان الجيش، الجنرال إيال زامير، جاء فيها: "إذا لم يكن القرار مناسبًا لك، فعليك أن تستقيل".
ويأتي هذا الإعلان بعد سلسلة من جولات التفاوض التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق يشمل تبادلًا للرهائن ووقفًا لإطلاق النار، لكنها لم تحقق أي اختراق ملموس.
من جهتها، ذكرت "القناة 14" العبرية أن مصادر قريبة من رئيس الوزراء أكدت اتخاذ القرار بشكل نهائي، فيما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى وجود انقسام داخل الحكومة، مع ترجيح إمكانية استقالة رئيس الأركان في حال المضي قدمًا بالخطة.
وأفادت الهيئة أيضًا بأن صفقة لتبادل الأسرى كانت قاب قوسين من التحقق، لكن تم التخلي عنها فجأة، وهو ما فُسّر بأنه إشارة إلى تفضيل المسار العسكري في هذه المرحلة على حساب الخيار التفاوضي.
في السياق ذاته، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لتكثيف العمليات ضد حركة حماس، مشيرة إلى أن المخطط الجديد يشمل تنفيذ عمليات عسكرية حتى في المناطق التي يُحتجز فيها أسرى.
مع ذلك، نقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من نتنياهو أن هذا التوجّه قد يكون أيضًا ورقة ضغط جديدة في إطار مفاوضات متعثرة، لا سيما في ظل تواصل جهود الوساطة الإقليمية.
في غضون ذلك، نقلت "القناة 14" عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) هو الجهة المخوّلة بإقرار مثل هذا القرار المصيري، ما يشير إلى أن النقاش الداخلي بشأن مستقبل العمليات في غزة لا يزال محتدمًا.
"حسم الخيارات"
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن نتنياهو عزمه عقد اجتماع خاص لمجلس الوزراء في وقت لاحق هذا الأسبوع، لاتخاذ قرارات بشأن مستقبل الحرب. وقال في افتتاح الاجتماع الحكومي الأسبوعي: "سأصدر تعليمات للجيش لتحقيق الأهداف الثلاثة التي حددناها: هزيمة العدو، تحرير الرهائن، وضمان ألا تشكّل غزة تهديدًا أمنيًا لإسرائيل بعد الآن".
ويأتي تصريح نتنياهو في وقت تواجه فيه الحكومة الإسرائيلية أزمة متعددة الأبعاد، تتراوح بين الغضب الشعبي من فشل تحرير الرهائن، والضغوط بسبب تدهور الوضع الإنساني في غزة، فضلًا عن تراجع ملحوظ في شعبية نتنياهو وائتلافه الحاكم وفق استطلاعات الرأي الأخيرة.
جنرالات إسرائيليون سابقون يطالبون بوقف الحرب
وفي سياق متصل دعا عدد من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة، في موقف نادر من شخصيات شغلت مناصب عليا في الأجهزة الأمنية والعسكرية. وفي تسجيل مصوّر بثّته وسائل إعلام إسرائيلية، ظهر رؤساء سابقون لجهاز "الموساد" و"الشاباك" والشرطة والاستخبارات العسكرية، مطالبين بإنهاء ما وصفوه بـ"أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ تأسيسها".
المسؤولون أعلنوا أنهم وجهوا رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موقّعة من 550 شخصية أمنية إسرائيلية سابقة، يطالبونه فيها بالضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب. وجاء في الرسالة: "أوقفوا حرب غزة! باسم "قادة من أجل أمن إسرائيل"، وهي أكبر تجمّع يضمّ جنرالات متقاعدين من الجيش والموساد والشاباك والشرطة والسلك الدبلوماسي، نناشدكم إنهاء الحرب. لقد فعلتم ذلك في لبنان، وحان الوقت لفعلها في غزة أيضًا".
الجوع يفتك بغزة
أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة عن مقتل 60933 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، حسب وزارة الصحة في غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وفي ظل انتشار الجوع وبلوغ سوء التغذية مستويات حادة وإعلان مستشفيات القطاع عن تسجيل وفيات جراءها، قالت وزارة الصحة الإثنين إن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مراكز توزيع المساعدات ارتفع إلى 1516 شخصا منذ نهاية أيار/مايو.
وتتشكل طوابير طويلة يوميا قرب مراكز التوزيع القليلة التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة وتشكك وكالات الإغاثة بطرق عملها ودوافعها. ويُسجل يوميا سقوط العشرات بين قتلى وجرحى بالقرب منها، وفق جهاز الدفاع المدني في غزة. وهي أعداد تدعمها تقارير الأمم المتحدة.
Yesterday