السيسي: مصر لن تكون بوابة للتطهير العرقي أو الإخلاء القسري لأهلنا في غزة

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الحرب المستمرة في قطاع غزة "تجاوزت منذ زمن أي منطق أو مبرر"، مشدداً على أنها لم تعد تدور حول تحقيق أهداف سياسية أو تحرير رهائن، بل تحولت إلى "حرب للتجويع والإبادة الجماعية وتصفية القضية الفلسطينية".
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده السيسي مع نظيره الفيتنامي في العاصمة المصرية، حيث أعاد التأكيد على الموقف المصري الثابت برفض استخدام الأراضي المصرية كممر لتهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، معلناً بحزم أن "مصر لن تكون بوابة للتطهير العرقي أو الإخلاء القسري لأهلنا في غزة".
وكان السيسي دعا نظيره الأميركي دونالد ترامب ، في كلمة متلفزة قبل شهر، إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، مؤكداً أن "الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب".
ويشهد قطاع غزة، منذ أكثر من 21 شهراً، واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث تفشى سوء التغذية الحاد، وانتشر الجوع بين المدنيين، لا سيما بعد أن فرضت إسرائيل حظراً شبه كامل على دخول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية إلى القطاع في مارس/آذار الماضي.
ورغم إقامة نظام توزيع مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، إلا أن هذا النظام أثار جدلاً واسعاً، وفشل في تلبية الحاجات الأساسية، بل تسبب في مقتل مئات الفلسطينيين أثناء تدافعهم للحصول على المساعدات.
وفي ظل تصاعد الضغوط الدولية، سمحت إسرائيل، منذ نهاية يوليو/تموز، بدخول شحنات محدودة من المساعدات البرية، إلى جانب عمليات إلقاء جوي، لكن الأمم المتحدة تؤكد باستمرار أن كميات الغذاء التي تصل إلى القطاع "لا تكفي لمنع مجاعة جماعية"، محذرة من أن الوضع بات على حافة الانهيار الكامل.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، إن على إسرائيل "استكمال هزيمة حماس" بهدف تحرير الرهائن المحتجزين في غزة، وذلك قبيل اجتماع مرتقب مع كبار قادة الأجهزة الأمنية لبحث خطة عسكرية جديدة، تشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أنها قد تتضمن احتمالاً باحتلال كامل للقطاع.
وفي السياق الدولي، تواصل المنظمات الإنسانية دعواتها الملحة لإدخال الغذاء والدواء بشكل فوري وآمن إلى غزة، محذرة من وقوع "مجاعة جماعية" لا سابق لها. وفي موازاة ذلك، أعلنت عدداً من العواصم الغربية نيتها التقدم باعتراف رسمي بدولة فلسطين، في خطوة تُعدّ تطوراً دبلوماسياً مهماً، رغم المعارضة القوية من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وكان الهجوم الذي نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 قد أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات رسمية إسرائيلية، معظمهم من المدنيين. وفي المقابل، تواصل إسرائيل حملتها العسكرية في غزة، التي أسفرت، بحسب إحصائيات وزارة الصحة في القطاع، عن مقتل 61,020 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال والمواطنين العزل، في أرقام تُعتبرها الأمم المتحدة "موثوقة وشاملة".
Yesterday