لندن تستضيف اجتماعاً أمنياً دولياً لبحث مبادرة ترامب للسلام في أوكرانيا

تستضيف المملكة المتحدة، اليوم السبت، اجتماعاً أمنياً رفيع المستوى يجمع كبار المسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا وعدد من الدول الأوروبية، في خطوة تهدف إلى تنسيق الموقف تجاه المبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويترأس الجانب البريطاني الاجتماعَ وزير الخارجية ديفيد لامّي، فيما يمثل الجانب الأمريكي نائب الرئيس جي دي فانس، في لقاء يُعد الأول من نوعه منذ طرح ترامب مقترحاته المتعلقة بتسوية النزاع، والتي تسبق محادثاته المرتقبة مع نظيره الروسي في 15 أغسطس في ألاسكا.
وأكد متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني داونينغ ستريت:أن ستارمر أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل انعقاد الاجتماع، حيث ناقش الزعيمان تفاصيل المبادرة الأمريكية وانعكاساتها المحتملة على مسار الحرب.
وأوضح المتحدث أن "رئيس الوزراء تحدث صباح اليوم مع الرئيس زيلينسكي، وتبادلا وجهات النظر حول أهمية اجتماع مستشاري الأمن القومي من أوروبا وأوكرانيا والولايات المتحدة، الذي تستضيفه بريطانيا اليوم برئاسة وزير الخارجية ونائب الرئيس الأمريكي".
وأضاف: "اتفق الزعيمان على أن هذا اللقاء يُشكل منبراً محورياً لبحث التقدم المحرز صوب تحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا، في ظل التطورات المتسارعة على الصعيد الدبلوماسي".
ويأتي الاجتماع في ظل ترقب دولي متزايد لمسار المبادرات الدبلوماسية المتعلقة بالحرب، في وقت تشدد فيه أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون على ضرورة أن تُبنى أي عملية سلام على احترام السيادة الأوكرانية والقانون الدولي.
وفي وقت سابق اليوم، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن القرارات المتّخذة من دون بلاده لن تجلب السلام، رافضا فكرة التخلّي لروسيا عن أراض، فيما يستعدّ الرئيسان الروسي والأميركي لعقد قمّة الأسبوع المقبل.
وكتب زيلينسكي على شبكات التواصل الاجتماعي: "الأوكرانيون لن يتخلّوا عن أرضهم للمحتلّ"، مشيرا إلى أن "أيّ قرار ضدّنا، أيّ قرار من دون أوكرانيا هو أيضا قرار ضدّ السلام. ولن يحقّق شيئا".
من جهته، أكد الكرملين، السبت، عقد قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة المقبل في ألاسكا، واصفًا اختيار الموقع بأنه "منطقي تمامًا".
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن يوري أوشاكوف، المسؤول في الكرملين، قوله: "روسيا والولايات المتحدة جارتان قريبتان ولهما حدود مشتركة"، مضيفًا: "يبدو أنه من المنطقي تمامًا أن يسافر وفدنا جواً عبر مضيق بيرينغ، وأن تُعقد القمة الهامة والمنتظرة بفارغ الصبر بين زعيمي البلدين في ألاسكا".
وجاء التأكيد بعد إعلان ترامب، يوم الجمعة، عن عقد اللقاء في ألاسكا، في مسعى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وجاء الإعلان عبر منشور نشره ترامب على منصة تواصل اجتماعي، بعد أن أكد خلال لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض أن الأطراف المعنية تقترب من تسوية للنزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن الاتفاق المحتمل سيتضمن "تبادلًا جزئيًا للأراضي لصالح الطرفين"، دون تفاصيل إضافية حول طبيعة التبادل أو المناطق المشمولة.
في سياق متصل، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن بوتين قدّم عبر المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، اقتراحًا يشترط انسحاب القوات الأوكرانية من كامل منطقة دونيتسك مقابل وقف شامل للهجمات. ويشمل الاقتراح اعترافًا ضمنيًا بضم روسيا لمناطق دونيتسك ولوهانسك وزابوروجيا وخيرسون، إضافة إلى شبه جزيرة القرم.
وكان مبعوث ترامب ستيف ويتكوف قد أجرى محادثات مع بوتين في موسكو يوم الأربعاء، وصفها الجانبان بأنها "بنّاءة". وفي وقت لاحق، أكد ترامب أن الرئيس الروسي "يرغب في اللقاء في أقرب وقت ممكن"، موضحًا أن "الترتيبات الأمنية" كانت السبب في تأجيل الموعد.
Today