أرمينيا وأذربيجان تنشران نص اتفاق السلام.. ما أبرز ما جاء فيه؟

وينص الاتفاق صراحة على حظر نشر قوات من طرف ثالث على طول الحدود المشتركة، في إشارة واضحة إلى روسيا التي نشرت سابقاً قوات حفظ سلام في المنطقة وتتمتع بنفوذ عسكري وأمني واسع في أرمينيا.
كما ينطبق ذلك على الاتحاد الأوروبي، الذي ينشر بعثة لمراقبة انتهاكات وقف إطلاق النار، وهي بعثة طالبت باكو مراراً بانسحابها.
ورغم نشر نص الاتفاق، لم يوقع الطرفان عليه رسمياً بعد. وتطالب أذربيجان أرمينيا بإجراء تعديلات دستورية لإزالة ما تعتبره "مطالبات إقليمية" ضمنية ضدها. وقالت باكو، الاثنين، إن "إجراءات إضافية" مطلوبة قبل التوقيع، في مقدمتها تعديل الدستور الأرميني.
وقد أوضح الرئيس علييف من واشنطن أن "أرمينيا لديها بعض الواجبات المتعلقة بميثاقها التأسيسي"، مؤكداً أنه فور إنجاز التغييرات "يمكن توقيع اتفاق السلام في أي وقت". وكان باشينيان قد دعا هذا العام إلى استفتاء لتعديل الدستور، ولكن لم يتم تحديد موعده بعد.
ممر عبور مثير للجدل
يرى مراقبون أن اتفاق السلام المحتمل من شأنه إعادة رسم ملامح جنوب القوقاز، وهي منطقة غنية بالطاقة وتتمتع بموقع جيوسياسي حساس على حدود روسيا وأوروبا وتركيا وإيران، لكنها مثقلة بتاريخ من النزاعات العرقية وإغلاق الحدود.
وفي اجتماع البيت الأبيض، حصلت الولايات المتحدة على حقوق حصرية لتطوير ممر عبور استراتيجي في المنطقة، قالت إدارة ترامب إنه سيساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية وزيادة صادرات الطاقة.
ويمتد هذا الممر عبر جنوب أرمينيا ليربط معظم أراضي أذربيجان بإقليم ناخيتشيفان الأذربيجاني، المحاط بأراضٍ أجنبية والمتاخم لتركيا وهي حليفة باكو، إلا أن إدارة هذا الممر كانت من أبرز العقبات التي واجهت جهود السلام في مراحلها الأولى.
سلام بعد عقود من الصراع
تم التوصل إلى الاتفاق في واشنطن، الجمعة الماضي، خلال لقاء جمع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. ووقّع وزراء خارجية البلدين على النص الذي ينص على التخلي عن جميع المطالبات الإقليمية المتبادلة، والامتناع عن استخدام القوة، والالتزام بالقانون الدولي.
وكتب باشينيان عبر منصة "إكس" أن "هذا الاتفاق يعزز الثقة بأن نفتح صفحة جديدة من السلام والازدهار والأمن والتعاون الاقتصادي".
وكان النزاع بين أرمينيا وأذربيجان قد بدأ أواخر ثمانينيات القرن الماضي حول إقليم ناغورنو-كاراباخ الجبلي داخل أذربيجان، قبل أن تستعيد باكو السيطرة الكاملة عليه عام 2023، ما أدى إلى نزوح كامل للسكان الأرمن البالغ عددهم 100 ألف نسمة إلى أرمينيا.
وقد رحّب بالاتفاق كل من الاتحاد الأوروبي وتركيا وروسيا، رغم استبعاد موسكو من الوساطة، وتحذيرها من التدخل.
Today