الشرطة البرازيلية تكشف رسائل تُظهر محاولة بولسونارو الفرار وطلب اللجوء في الأرجنتين

كشفت الشرطة الفيدرالية البرازيلية عن أدلة جديدة تُظهر أن الرئيس السابق جايير بولسونارو كان يخطط للفرار إلى الأرجنتين وطلب اللجوء السياسي من حكومة الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.
ويأتي هذا التطور بينما يواجه بولسونارو محاكمة أمام المحكمة العليا بتهمة التورط في محاولة انقلاب مزعومة، في وقت فتحت الشرطة قضية إضافية ضده وضد نجله إدواردو، بتهمة عرقلة سير العدالة المرتبطة بالتحقيقات الجارية.
طلب لجوء سياسي مؤرّخ
بحسب تقرير الشرطة المكوّن من 170 صفحة، صاغ بولسونارو في 10 شباط/فبراير 2024 رسالة رسمية يطلب فيها اللجوء السياسي من الأرجنتين. وقد احتفظ بالوثيقة بعد يومين فقط من قيام السلطات بتفتيش منزله ومكتبه في إطار التحقيق في "مؤامرة الانقلاب".
وجاء في نص الرسالة: "أنا، جايير ميسياس بولسونارو، أطلب اللجوء السياسي من سعادتكم في جمهورية الأرجنتين، بموجب نظام عاجل، حيث أجد نفسي في حالة اضطهاد سياسي في البرازيل وأخشى على حياتي".
وتشير التحقيقات إلى أن هذه الخطوة تزامنت مع مكوث بولسونارو ليلتين في السفارة المجرية في برازيليا، وهو ما أثار تكهنات واسعة بأنه كان يحاول تجنّب الاعتقال.
وتقول الشرطة إن خطة اللجوء إلى الأرجنتين ليست سوى جزء من سلسلة محاولات لعرقلة العدالة. ووفق التقرير، تجاهل بولسونارو شروط الإقامة الجبرية المفروضة عليه، وسمح بنشر رسائل ومضامين إعلامية عبر حلفائه تهدف إلى "ضرب المؤسسات الديمقراطية البرازيلية مباشرة، وخصوصًا المحكمة العليا والكونغرس".
رسائل مع إدواردو بولسونارو
التحقيقات كشفت أيضًا عن مراسلات بين بولسونارو ونجله إدواردو، تبيّن سعيهما للتأثير على مجريات التحقيقات عبر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ففي إحدى الرسائل، كتب إدواردو لوالده: "لن يكون لديك الوقت لقلب الموقف إذا قرر الرجل هناك أن يدير ظهره لك. كل شيء حساس للغاية".
وفي رسالة أخرى، أكد أنه حصل "بصعوبة بالغة" على دعم من الحكومة الأميركية، معتبرًا أن الضغوط التي مارسها ترامب تشكّل "الفرصة الوحيدة" أمام والده لتجنّب السجن. وفي 10 تموز/يوليو كتب إدواردو: "أقوى رجل في العالم يقف إلى جانبك. لقد قمنا بدورنا".
محاكمة الانقلاب
من المقرر أن تصدر المحكمة العليا، المؤلفة من خمسة قضاة، حكمها في قضية محاولة الانقلاب بين 2 و12 أيلول/سبتمبر المقبل.
وبحسب ممثلي الادعاء، فإن بولسونارو وعددًا من حلفائه كانوا يقودون "منظمة إجرامية" خططت لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وصلت إلى حد وضع خطط لاغتيال الرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وقاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس.
أما مسألة طلب اللجوء إلى الأرجنتين، فستُعالج في ملف منفصل عن المحاكمة الجارية، ولن تكون جزءًا من الحكم المنتظر.
Today