قبيل نقاش التمديد لليونيفيل.. إسرائيل تتهم ضابطًا لبنانيًا بمساندة حزب الله في إخفاء مقتل جندي أممي

اتهم الجيش الإسرائيلي ضابطا رفيعا في الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله لإخفاء ملابسات مقتل جندي من قوات اليونيفيل في جنوب لبنان في كانون الأول/ديسمبر من العام 2022، في وقت يستعد فيه مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة في 25 آب/أغسطس للتصويت على مشروع قرار بتمديد ولاية القوة الأممية المنتشرة منذ عام 1978.
تفاصيل الاتهام
زعم المتحدث بإسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي إن "ضابطا رفيع المستوى في الجيش اللبناني تعاون مع حزب الله في إخفاء حادثة قتل أحد جنود اليونيفيل على يد عناصر حزب الله".
وأضاف في بيان نشره عبر صفحته على منصة "إكس" أن "المدعو سهيل بهيج حرب، وهو رئيس شعبة استخبارات الجنوب لدى الجيش اللبناني، تواصل مع جهات تابعة لحزب الله بشكل مستمر لغرض إخفاء الحادثة المذكورة"، مشيرا الى أن "حرب، الذي كشف سابقا في الإعلام عن تعاونه مع حزب الله، عمل على تشويش مسار التحقيق الداخلي الذي أجراه الجيش اللبناني في القضية، ومنع تقديم عناصر حزب الله الضالعين في حادثة القتل إلى العدالة".
ورأى الجيش الاسرائيلي أن "محاولة حزب الله تعزيز مكانته من خلال العملاء ستفشل في إخفاء حقيقة الخراب الذي جلبته المنظمة الإرهابية للبنان".
وأضاف: "الآن، أكثر من أي وقت مضى، لقد وجد مواطنو لبنان طريقا حقيقيا يؤدي إلى الازدهار والسلام والاستقرار، بما من شأنه أن يجنّب الظلم ويضمن العدالة لجميع سكان لبنان".
الجيش اللبناني ينفي
نفت قيادة الجيش اللبناني الإتهام الاسرائيلي، مؤكدة في بيان أن "ضباط المؤسسة العسكرية يؤدون واجبهم الوطني وينفذون مهماتهم بكل نزاهة واحتراف في مختلف المناطق اللبنانية. كما أن الضابط المذكور أدى دورًا مهمًّا في التنسيق مع اليونيفيل وكشف ملابسات الحادثة، ويأتي ذلك ضمن إطار التنسيق الوثيق والمتواصل بين الجيش واليونيفيل".
وأضافت: "يمعن العدو الإسرائيلي في اعتداءاته وانتهاكاته اليومية للسيادة الوطنية، ويستمر في احتلال أراضٍ لبنانية، ونشر الأكاذيب، مثبتًا أكثر من أي وقت مضى إصراره على زعزعة الاستقرار الداخلي للبنان".
اليونيفيل: علاقتنا مع القوات المسلحة اللبنانية ممتازة
قال الناطق الرسمي باسم اليونيفيل، أندريا تيننتي، رداً على سؤال للوكالة اللبنانية للإعلام، عن ادعاءات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في شأن حادثة العاقبية، أن "ليس لدى اليونيفيل أي معلومة تتعلق بالتقرير المذكور".
وأضاف: "تحافظ اليونيفيل على علاقات ممتازة مع القوات المسلحة اللبنانية والمؤسسات الأمنية اللبنانية الأخرى. ونواصل العمل بتنسيق وشراكة وثيقين مع الجيش اللبناني، بما يتماشى مع ولايتنا، لدعمه في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701".
وتابع تيننتي: "في ما يتعلق بالإجراءات القضائية في مقتل الجندي شون روني في كانون الأول 2022، قدمت اليونيفيل دعمها الكامل للسلطات اللبنانية والأيرلندية في إجراءاتهما".
نقاشات مجلس الأمن حول ولاية اليونيفيل
تزامن الاتهام الإسرائيلي مع نقاشات دبلوماسية مكثفة حول مستقبل اليونيفيل. فقد قدّمت فرنسا مشروع قرار يقضي بتمديد ولاية القوة حتى 31 آب/أغسطس 2026، متضمنا فقرة تعلن عزم المجلس على "العمل من أجل انسحاب تدريجي" للقوة الأممية بحيث تصبح الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في الجنوب.
وفي وقت سابق كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن إسرائيل والولايات المتحدة أبلغتا أعضاء في مجلس الأمن بمعارضتهما التمديد التلقائي للولاية. وأوضحت الصحيفة أن تل أبيب وواشنطن طرحتا خيارين: إنهاء عمل البعثة الأممية بالكامل مع انسحاب تدريجي من الجنوب، أو تمديد محدود لعام واحد فقط يشمل انسحابا منسقا مع الجيش اللبناني ونقل المسؤولية الأمنية إلى الحكومة.
وفي تصريح لـ "يورونيوز"، أكد المتحدث باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي، يوم الاثنين 18 آب/أغسطس، أن البعثة لم تتلق أي إخطار من الولايات المتحدة بشأن إنهاء مهمتها، مشددًا على أن مجلس الأمن سيناقش مستقبل اليونيفيل، وليس مهمّة البعثة بحد ذاتها.
ويأتي ذلك بعد أن نقلت وكالة "أسوشيتد برس" أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وقّع في وقت مبكر من الأسبوع الماضي على خطة تقضي بإنهاء مهمة اليونيفيل خلال الأشهر الستة المقبلة، وفق ما أفاد به مسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترامب ومساعدون في الكونغرس.
خلفية الحادثة والأحكام
قُتل شون روني، وهو جندي أيرلندي في قوة اليونيفيل، في كانون الأول/ديسمبر 2022 بقرية القبية جنوب لبنان. وفي أواخر تموز/يوليو الماضي، أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية حكما غيابيا بالإعدام على محمد عيد، أحد عناصر حزب الله المدانين بالمشاركة في قتل روني، فيما صدرت أحكام بحق خمسة آخرين.
ورحبت اليونيفيل بقرار المحكمة، مؤكدة أنها قدّمت دعمها الكامل للسلطات اللبنانية والإيرلندية في الإجراءات القضائية، وجددت تعازيها لعائلة روني وأصدقائه وحكومة أيرلندا.
تشهد دوريات قوات اليونيفيل في جنوب لبنان منذ انتهاء الحرب الأخيرة في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، توترا متزايدا مع الأهالي، إذ وقعت عدة مناوشات واعتراضات لتحركاتها، خصوصا عندما لا يرافقها الجيش اللبناني. ويعتبر السكان أن غياب التنسيق مع الجيش يشكل استفزازا، وقد سجلت في الأشهر الماضية حوادث رشق بالحجارة وإغلاق طرق بوجه الآليات الأممية، ما يعكس حالة من الاحتقان الشعبي تجاه وجود القوة الدولية.
Yesterday