البابا ليو يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن

وخلال كلمته، شدّد البابا من الفاتيكان على أنّ أصوات الأبرياء، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن، يجب أن تكون في صميم أي مساعٍ للتسوية. وأوضح أن الحوار والوساطة هما السبيلان الوحيدان لإنهاء دوامة الدماء، داعياً المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط مسؤول يفتح الطريق أمام الحلول الدبلوماسية.
وعلى صعيد متصل، أشار البابا إلى أن استهداف المدنيين واحتجازهم كرهائن يخالف القيم الإنسانية والمواثيق الدولية، داعياً جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي والالتزام بمبادئ العدالة والرحمة.
في المقابل، أثارت دعوة البابا تفاعلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإنسانية، حيث اعتُبرت بمثابة صوت أخلاقي يحاول كسر حالة الجمود التي تُهيمن على الملف منذ اندلاع الجولة الأخيرة من التصعيد. وتوقّع مراقبون أن تضيف هذه الرسالة زخماً جديداً للتحركات الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار.
وتأتي تصريحات البابا في وقت تتزايد فيه المخاوف من توسع رقعة المواجهة إلى دول أخرى في المنطقة، وسط تحذيرات من أن استمرار العمليات العسكرية قد يقود إلى أزمة إنسانية أعمق ونزوح أكبر للسكان المدنيين.
وقد بدأت الحرب الحالية في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بعد هجوم مفاجئ شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى وأسر عدد من الجنود والمدنيين. وردت إسرائيل بعمليات عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، شملت قصفاً مكثفاً أدى إلى تدمير بنية تحتية حيوية وتشريد مئات الآلاف من السكان.
ومن جهة أخرى، ورغم محاولات وساطة متعددة من قوى إقليمية ودولية، لم ينجح أي طرف حتى الآن في التوصل إلى تسوية توقف إراقة الدماء. ولا تزال معاناة المدنيين تتفاقم يوماً بعد يوم، مع انهيار الخدمات الأساسية وندرة الغذاء والدواء، ما جعل الأزمة الإنسانية في غزة من بين الأسوأ في العقود الأخيرة.
وفي المحصلة، شكّلت دعوة البابا ليو رسالة أمل بضرورة تغليب صوت الإنسانية على لغة السلاح، في وقت يبدو فيه أن الحلول السياسية لا تزال بعيدة المنال.
Today