"بوتين يلعب"... الزعماء الأوروبيون يرفضون مطالب موسكو بوقف المساعدات عن أوكرانيا ويتعهدون بدعمها

عقب مكالمة هاتفية جمعت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، أعلنت روسيا موافقتها على التوجه نحو هدنة جزئية مدتها 30 يومًا مع أوكرانيا، تشمل تعليق الهجمات على البنية التحتية الحيوية للطاقة، ولكنها لا تعني "وقف إطلاق نار غير مشروط".
وعبّر الكرملين في بيان عن استعداد بلاده لتبادل الأسرى مع كييف، غير أن معايير "هدنته" اختلفت عن المقترح الأمريكي الذي كان ينص على وقف تام للأعمال العسكرية.
كما اشترطت روسيا في نسختها "المعدّلة" من الاتفاق وقفًا كاملاً للمساعدات العسكرية والاستخباراتية الأجنبية لأوكرانيا من أجل "منع التصعيد".
وقد أثارت مطالب موسكو، في الوقت الذي تُكثّف فيه بروكسل جهودها وتعقد المؤتمرات لمناقشة سبل إعادة تسليحها وتطوير استراتيجيتها الدفاعية، حفيظة بعض الدول في الاتحاد الأوروبي. فقد وصف وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس شرطها بأنه "غير مقبول"، وذلك في مقابلة مع قناة ZDF.
واتفق مع وزير الدفاع كل من المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اللذين أكدا، غداة الإعلان عن الاتفاق، أن أوكرانيا ستكون قادرة على الاعتماد على المساعدات العسكرية الفرنسية والألمانية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، شدد الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب على أن بلاده ستواصل مساعداتها العسكرية لأوكرانيا. وأشاد بدور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فتح المجال لمزيد من محادثات السلام التي من المقرر استكمالها الأحد، قائلًا إن الزعيم الجمهوري "مفاوض محنّك".
وشجّع ستوب أوكرانيا "لتحديد خطوطها الحمراء وموقفها التفاوضي"، مضيفًا أن كييف يجب أن يكون لها الحق في اختيار ما إذا كانت تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وكلاهما مطلبان رئيسيان من كييف يتعارضان مع رغبات الكرملين.
من جانبها، اقترحت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس تقديم 40 مليار يورو كدعم عسكري جديد لأوكرانيا، وهي مبادرة إن جرت الموافقة عليها، يمكن أن تساهم في تعزيز شحنات ذخيرة المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ والطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة في كييف.
وقالت كالاس لقناة "يورونيوز" إن المحادثات الحالية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا من جهة، والولايات المتحدة وروسيا من جهة أخرى، ترقى إلى "دبلوماسية مكوكية" وأن أوروبا سيكون لها مقعد على طاولة المفاوضات عندما تبدأ المحادثات الرسمية.
وتابعت:"لضمان نجاح أي صفقة، يجب أن يكون الأوروبيون مقعد على طاولة المفاوضات للموافقة عليها، لأن تنفيذ الاتفاق يجب أن يكون بيد أوروبا".
كما شككت كايا بصدق الهدنة، بعد أن شنت روسيا موجة من الهجمات بالطائرات المسيرة على أوكرانيا عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار الجزئي.
وعن ذلك، قال الزعيم الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا أطلقت حوالي 40 طائرة بدون طيار على بلاده خلال الليل، وأصابت البنية التحتية المدنية بما في ذلك مستشفى في سومي وشبكة سكك حديدية في منطقة دنيبروبتروفسك بوسط أوكرانيا.
كما علّق وزير الدفاع الألماني على الهجوم قائلًا: "لم تهدأ الهجمات على البنية التحتية المدنية في الليلة الأولى بعد هذه المكالمة الهاتفية التي يُفترض أنها محورية وعظيمة".
وأضاف: "إن بوتين يلعب لعبة هنا، وأنا متأكد من أن الرئيس الأمريكي لن يكون قادرًا على الجلوس والمشاهدة لفترة أطول".
Today