ترامب: جمع بوتين وزيلينسكي "بالغ الصعوبة".. والناتو يدعو لضمانات أمنية "قوية" لأوكرانيا

أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، بأن جمع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي هو "مهمة بالغة الصعوبة"، وذلك بعدما التقى كلا منهما على حدة هذا الشهر سعيا لوضع حد للحرب بين موسكو وكييف.
وقال ترامب للصحافيين في واشنطن "سنرى اذا كان بوتين وزيلينسكي سيعملان معا. تعرفون، الأمر يشبه بعض الشيء خلط الزيت بالماء. لا يتفقان كثيرا لأسباب جلية". وردا على سؤال عما اذا كان اجتماع كهذا سيتطلب حضوره شخصيا، أجاب ترامب "سنرى".
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روتي قال، الجمعة، إن تقديم ضمانات أمنية "قوية" لأوكرانيا أمر ضروري لضمان التزام روسيا بأي اتفاق سلام محتمل، وللتأكد من أنها "لن تحاول مرة أخرى الاستيلاء على كيلومتر مربع واحد من أراضيها".
وجاءت تصريحات روتي خلال زيارة غير معلنة إلى كييف التقى فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وخلال وجوده في العاصمة الأوكرانية، دوت صفارات الإنذار محذرة من خطر إطلاق صواريخ بالستية روسية، ما دفع السلطات العسكرية إلى دعوة السكان للتوجه إلى الملاجئ، وذلك بعد وقت قصير من المؤتمر الصحافي المشترك بين روتي وزيلينسكي.
مناقشة نشر قوات محتملة
وردًا على سؤال عما إذا كانت الضمانات الأمنية الجديدة قد تشمل نشر قوات على الأرض في أوكرانيا، أجاب روتي: "هذه المناقشات تجري الآن على مستويات عدة، بين المستشارين الأمنيين ووزراء الخارجية أيضا، ومن المبكر جدا تحديد الشكل النهائي للنتيجة، لكن من الواضح أن الولايات المتحدة ستكون جزءا أساسيا منها".
وشدد روتي على أن "دعم الحلف لأوكرانيا ما زال راسخا ويتزايد باستمرار"، مشيرا إلى خطط لتأمين تمويل من الناتو بما يضمن "تدفقا حيويا للأسلحة الأميركية الفتاكة إلى أوكرانيا".
وأشاد بنتائج محادثات الاثنين في البيت الأبيض، قائلا إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوضح "أن الولايات المتحدة ستشارك بالفعل في توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا".
وأضاف: "ستكون الضمانات الأمنية القوية ضرورية، وهذا ما نعمل الآن على تحديده، بحيث عندما يحين الوقت لدخولكم ذلك الاجتماع الثنائي، تكون لديكم القوة الواضحة لأصدقاء أوكرانيا خلفكم، مما يضمن أن روسيا ستحترم أي اتفاق".
تساؤلات حول فعالية الضمانات
واجه روتي سؤالا من صحافي أوكراني حول كيفية اختلاف الضمانات الجديدة عن تلك التي قُدمت في الماضي، مثل مذكرة بودابست عام 1994، التي انتهى الأمر بأن تجاهلتها روسيا، ورد بالقول: "مذكرة بودابست واتفاق مينسك لم يقدما تلك الضمانات الأمنية. لذا فنحن نعرف بوضوح ما لا يجب أن تكون عليه، ونحن نعمل الآن معا – أوكرانيا، الأوروبيون، الولايات المتحدة – لضمان أن تكون الضمانات الأمنية على مستوى يجعل فلاديمير بوتين، وهو جالس في موسكو، لن يحاول أبدا، أبدا مهاجمة أوكرانيا مرة أخرى".
موقف زيلينسكي
من جهته، أكد زيلينسكي أنه ناقش مع روتي الضمانات الأمنية المحتملة لأوكرانيا، مشددا على أنها يجب أن تُبنى على غرار المبدأ الأساسي للناتو في المادة الخامسة، التي تنص على أن الهجوم على عضو واحد هو هجوم على الجميع.
كما اتهم الرئيس الأوكراني روسيا بمحاولة جعل إنهاء الحرب أمرا مستحيلا، والسعي لمنع عقد لقاء مباشر بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لافروف: لا لقاء مرتقبا بين بوتين وزيلينسكي
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق من اليوم أن موسكو لا تخطط حاليا لعقد لقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيرا إلى أن بوتين مستعد للاجتماع "عندما يتم التحضير له".
وأوضح لافروف، في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية، أن زيلينسكي رفض خلال اجتماع سابق في واشنطن جميع مقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، والتي كانت واشنطن تعتبرها ضرورية لحل الصراع.
وأضاف أن المقترحات الأميركية التي رفضها زيلينسكي كانت تشكل في نظر الإدارة الأميركية أساسا للحل، لافتا إلى أن روسيا وافقت على إبداء مرونة في عدد من القضايا التي أثارها ترامب.
Today