ألمانيا: محكمة تسمح لمتحف "بوخنفالد" برفض دخول الأشخاص الذين يرتدون الكوفية

أصدرت الهيئة القضائية الثالثة في المحكمة الإدارية العليا في تورينغن حكمًا نهائيًا يسمح لمتحف بوخنفالد، الموقع التاريخي للمعسكر النازي السابق، برفض دخول الأشخاص الذين يرتدون الكوفية.
وجاء هذا القرار بعد أن تقدمت زائرة بطلب عاجل للسماح لها بارتداء الكوفية خلال زيارتها للمتحف، وذلك على خلفية مراسم إحياء الذكرى الـ80 لتحرير المعسكر في أبريل الماضي.
وأوضحت المحكمة أن الزائرة كانت تسعى من خلال ارتداء الكوفية إلى "إرسال رسالة سياسية ضد ما تعتبره تحيزًا أحادي الجانب من إدارة المتحف لصالح السياسات الإسرائيلية الحالية".
رغم أن حرية التعبير مكفولة قانونيًا بموجب المادة 5، الفقرة 1 من القانون الأساسي الألماني، اعتبرت المحكمة أن "مصلحة المتحف في الحفاظ على غرضه التاريخي تفوق مصلحة الزائرة في التعبير عن موقف سياسي".
وأكدت المحكمة أن "ارتداء الكوفية قد يشكل تهديدًا لشعور العديد من اليهود بالأمن داخل المتحف"، معتبرة أن "أي انتهاك لقواعد اللباس قد يخل بأجواء الاحترام والجدية المخصصة لإحياء ذكرى ضحايا المعسكر".
ولفتت إلى أن "رفض دخول الزائرة لا يتعلق بحرية التعبير بشكل عام، وإنما يرتبط بارتداء قطعة معينة من الملابس تحمل رمزية سياسية واضحة".
ويأتي حكم المحكمة ليؤكد اللوائح الداخلية للمتحف، والتي تنص على ضرورة ارتداء الزوار ملابس مناسبة للمكان، مع الاحتفاظ بحق إدارة المتحف في رفض دخول أي شخص أو منعه من المشاركة في الفعاليات، خصوصًا أولئك المرتبطون بأحزاب أو منظمات أو مواقف معادية للديمقراطية أو العنصرية.
كما يُحظر على الزوار حمل أو عرض الملصقات واللافتات غير التقليدية، باستثناء لافتات جمعيات الناجين التقليدية.
يُذكر أن متحف بوخنفالد تم تدشينه في 9 نوفمبر 1993، تكريمًا لذكرى نحو 75 ألف يهودي تم احتجازهم في المعسكر، من بينهم 11,800 شخص قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية.
ويستقبل المتحف سنويًا آلاف الزوار الذين يأتون لتكريم الضحايا والتعرف على تاريخ المعسكر، الذي يمثل أحد أبرز رموز الرعب النازي والفظائع المرتكبة بحق الإنسانية.
Today