مرحاض كيم الخاص وحقائب براز بوتين.. حين تتحول القمم إلى "معارك استخباراتية"

في خطوة أمنية، لكنها لا تخلو من استعراض ظاهر، قام الحراس الشخصيون للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بمسح جميع الأغراض التي استعملها الأخير أثناء لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بكين.
ومع أن اللقاء بينهما كان وديًا، إلا أن اللقطات التي نُشرت للحراس الكوريين وهم يمسحون أي آثار لزعيمهم تُعطي انطباعًا بعدم الثقة، ليس بالضرورة ببوتين الذي كان جاسوسًا في الاتحاد السوفييتي خلال ثمانينات القرن الماضي، ولكن "بالأجانب من الجواسيس".
ونشر مراسل الكرملين ألكسندر يوناشيف مقطع فيديو يظهر اثنين من موظفي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهما ينظفان بعناية الغرفة في العاصمة الصينية، حيث مرّا على ظهر الكرسي ومساند ذراعيه، إضافة إلى طاولة القهوة بجانب مقعد كيم، كما قاما بإزالة الكأس الذي شرب منه.
وقال المراسل: "بعد انتهاء المفاوضات، قام الموظفون المرافقون لرئيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بتدمير كل أثر لوجود كيم بعناية"، وذلك في أعقاب محادثات جمعته ببوتين.
تفاصيل غريبة
وكما في رحلاته الخارجية السابقة، جهّز كيم مرحاضه الخاص على متن قطار أخضر مميز نقله إلى بكين لإخفاء أي دلائل صحية، وفقًا لما ذكرته صحيفة "نيكي" اليابانية نقلاً عن وكالات الاستخبارات الكورية الجنوبية واليابانية.
وصرح مايكل مادن، خبير القيادة في كوريا الشمالية بمركز ستيمسون الأمريكي، بأن هذه الإجراءات هي بروتوكول متبع منذ عهد والده كيم جونغ إيل.
وأوضح مادن: "إن المرحاض الخاص وأكياس القمامة المليئة بالمخلفات والنفايات وأعقاب السجائر مصممة لمنع أي وكالة استخبارات أجنبية، حتى لو كانت صديقة، من الحصول على عينة واختبارها".
وأشار إلى أن استعمال مثل هذه الأغراض يمكن أن "يوفر نظرة ثاقبة على أي حالة طبية تؤثر على كيم جونغ أون، وهذا يشمل الشعر والزوائد الجلدية".
حوادث مشابهة
وكان حراس زعيم بيونغ يانغ قد قاموا بشيء مماثل بعد قمة هانوي التي جمعته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث شوهدوا وهم يحجبون أرضية غرفته بالفندق لتنظيفها لساعات، ويخرجون أشياءً بما في ذلك مرتبة السرير، كما قاموا بتنظيف كل الأشياء في غرفته قبل استخدامها.
وقبلها بعام، خلال اجتماعه مع الرئيس الكوري الجنوبي آنذاك مون جاي إن، رش حراس الأمن الكوريون الشماليون كرسيًا ومكتبًا بمطهر ومسحوهما قبل أن يجلس كيم.
وفي آخر قمة جمعته مع بوتين عام 2023، مسح فريقه الأمني كرسيه بمطهر، وفحصوه بدقة للتأكد من أنه آمن، حيث استخدم أحد الحراس جهاز كشف المعادن لمسح المقعد، كما أظهرت لقطات الفيديو.
بوتين أيضًا!
ليس كيم وحده من يمتلك هذا النوع من الحس الأمني، فبوتين لديه إجراءات لا تقل غرابة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "The Express US"، حمل حراس بوتين حقائب تحتوي على البراز خلال قمة ألاسكا، حيث إلتقى بترامب.
وقد كشف عن هذه الممارسة الصحفيان الاستقصائيان ريجيس جنتي وميخائيل روبين في مجلة "Paris Match " الفرنسية، اللذان قالا إن الرئيس يكلف أعضاء جهاز الحماية الفيدرالي الروسي (FPS) بجمع براز بوتين أثناء زياراته الخارجية، ووضعها في أكياس متخصصة، ونقلها إلى روسيا داخل حقائب آمنة.
وتشير التقارير إلى أن هذا النظام معمول به منذ سنوات، ويعود على الأقل إلى زيارة بوتين لفرنسا عام 2017، كإجراء يهدف الى منع القوى الأجنبية من جمع معلومات استخباراتية حول صحة الزعيم الروسي.
Today