ارتفاع حصيلة ضحايا زلازل أفغانستان.. ونداءات عاجلة لتفادي كارثة إنسانية

تتواصل عمليات الإنقاذ في أفغانستان بعد سلسلة زلازل مدمرة ضربت شرق البلاد هذا الأسبوع، متسببة في سقوط أكثر من 1,457 قتيلاً وآلاف الجرحى، وسط مخاوف من ارتفاع الحصيلة مع بقاء ناجين محتملين تحت الأنقاض، في وقت تحذر فيه وكالات الإغاثة الدولية من تراجع التمويل المخصص للغذاء والمأوى والدواء.
وقالت إدارة طالبان إن فرق الإنقاذ واصلت البحث حتى وقت متأخر من الأربعاء في المناطق الجبلية المنكوبة، حيث تم انتشال المزيد من الجثث من بين الركام، مشيرة إلى أن الأعداد النهائية للضحايا لم تُحصر بعد.
ونقلت "رويترز" عن عالم جان، أحد الناجين في إقليم كونار الأكثر تضرراً، قوله: "لقد دُمّر كل ما نملك. انهار منزلنا، وفقدنا جميع ممتلكاتنا. لم يتبق لنا سوى هذه الملابس التي نرتديها".
وضرب الزلزال الأول، الذي بلغت قوته 6 درجات، مقاطعتي كونار وننكرهار يوم الأحد على عمق 10 كيلومترات فقط، مما جعله أحد أكثر الزلازل دموية في البلاد خلال السنوات الأخيرة. وتبعته هزة ارتدادية بقوة 5.5 درجات يوم الثلاثاء، تسببت في انهيارات صخرية وقطع الطرق المؤدية إلى قرى نائية، ما عرقل جهود الإنقاذ وأثار الذعر بين السكان.
وبحسب السلطات، أصيب أكثر من 3,400 شخص، ودُمر ما يزيد على 6,700 منزل. وحذّرت الأمم المتحدة من أن الأعداد مرشحة للارتفاع مع استمرار محاصرة أشخاص تحت الأنقاض.
وأكد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن "الاحتياجات الإنسانية هائلة وتتزايد بسرعة"، مشيراً إلى أن ما يصل إلى 84 ألف شخص تضرروا بشكل مباشر أو غير مباشر، بينهم آلاف النازحين.
وفي بعض القرى في إقليم كونار، أُبيدت عائلات كاملة، فيما شوهد ناجون يبحثون عن أقاربهم بين الأنقاض ويحملون الجثث على نقالات بدائية ويجهزون قبوراً بأدوات يدوية بانتظار وصول المساعدات. وأظهرت مشاهد التقطتها "رويترز" شاحنات محمّلة بالطحين وأخرى تقل متطوعين ومعدات إنقاذ في طريقها إلى المناطق المرتفعة، بينما أُسقطت قوات كوماندوز جواً في مواقع يتعذر على المروحيات الهبوط فيها.
وتعاني أفغانستان، التي يبلغ عدد سكانها 42 مليون نسمة، من نقص حاد في الموارد بفعل سنوات الحرب والفقر وتراجع المساعدات، إضافة إلى ظروف مناخية قاسية تعرقل جهود الإغاثة. وزادت عزلة البلاد بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخفض المساعدات الخارجية، إلى جانب استياء المانحين من سياسات طالبان المقيدة لحقوق النساء وقيودها على عمل منظمات الإغاثة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن هناك فجوة تمويلية بقيمة 3 ملايين دولار تهدد توفير الأدوية ومستلزمات الطوارئ والسلع الأساسية وسط تزايد الطلب. كما أوضح جون أيليف، مدير برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان، أن مخزونات البرنامج وتمويله لا تكفي سوى لدعم الناجين لمدة أربعة أسابيع فقط.
من جهته، دعا جاكوبو كاريدي، ممثل المجلس النرويجي للاجئين، المانحين إلى تقديم دعم طويل الأمد يتجاوز الإغاثة الطارئة، قائلاً: "هذا الزلزال يجب أن يكون تذكيراً صارخاً بأن أفغانستان لا يمكن أن تُترك لمواجهة الأزمات المتلاحقة بمفردها".
وفي وقت سابق أمس قال إحسان الله إحسان، رئيس إدارة الكوارث في كونار، إنه تم إنزال العشرات من قوات الكوماندوز جواً في مواقع لا تستطيع المروحيات الوصول إليها، للمساعدة في نقل المصابين إلى مواقع أكثر أماناً. وأضاف أن السلطات أقامت معسكراً لتنسيق الإمدادات والمساعدات الطارئة، بينما أشرف مركزان على نقل المصابين ودفن القتلى وإنقاذ الناجين.
وقد استعان رجال الإنقاذ بمروحيات لنقل الجرحى إلى المستشفيات، لكن التضاريس الجبلية والطقس القاسي أعاقا وصولهم إلى القرى المنكوبة، التي دُمّر بعضها بالكامل.
Today