بعد أشهر من التأجيل.. ملفات جيفري إبستين تخرج إلى العلن
من المقرر أن يتم اليوم الجمعة نشر أرشيف ضخم من الملفات المتعلقة برجل الأعمال المدان في جرائم جنسية جيفري إبستين، في إجراء قد يكشف المزيد عن أنشطته وعلاقاته بشخصيات بارزة، من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وجاء هذا النشر بعد شهور من المماطلة والتأجيل. ووفق قانون "شفافية ملفات إبستين" الذي أقره الكونغرس في نوفمبر الماضي، أصبح من واجب المدعية العامة بام بوندي إصدار جميع السجلات والوثائق والمراسلات المرتبطة بإبستين وشريكته المسجونة غيسلين ماكسويل، بالإضافة إلى الأفراد الذين وردت أسماؤهم في صلات بأنشطته. وأكد القانون أن الملفات يجب أن تكون قابلة للبحث والتنزيل.
وترجع شهرة القضية إلى علاقات إبستين الوثيقة بالمقربين من ترامب، ما جعل من نشر الملفات قضية سياسية ساخنة داخل قاعدة مؤيدي الرئيس الأمريكي، الذين أبدوا انقسامًا حولها.
ووصف ترامب التحقيقات حول إبستين بأنها "خدعة ديمقراطية"، فيما تعرض لانتقادات واسعة من مؤيديه بعد رفض المدعية العامة إصدار الملفات الصيف الماضي.
ونجح النواب في تمرير طلب إحالة لإصدار الملفات، وصوت المجلس بـ 427 صوتًا مقابل واحد، تبعه موافقة مجلس الشيوخ بالإجماع، ما دفع ترامب إلى توقيع القانون.
ويحق لوزارة العدل حجب سجلات تحدد هوية الضحايا أو تحتوي على معلومات مصنفة أو قد تؤثر على تحقيقات اتحادية قائمة. وأوضح الرعاة الديمقراطيون للقانون أنه يجب على المدعية العامة تقديم ملخص متاح للعامة، يوضح سبب حجب أي جزء من المعلومات.
وقبل النشر الرسمي للملفات، أصدرت لجنة الرقابة بمجلس النواب مؤخرًا دفعة جديدة من 68 صورة من ممتلكات إبستين، من بينها صور تظهر بيل غيتس بجانب امرأة تم حجب وجهها، وهي جزء من أكثر من 95 ألف صورة حصلت عليها اللجنة.
ومن المتوقع أن يلقي نشر الملفات ضوءًا جديدًا على قضية إبستين، لا سيما حول علاقاته بشخصيات عامة وسياسية.
وفي سياق متصل، أظهر استطلاع جديد أجرته "رويترز إبسوس" أن 60% من الأمريكيين يعتقدون أنه من غير المرجح أن يكون الرئيس ترامب غير مطلع على الجرائم المزعومة لإبستين قبل انكشافها، مقابل 18% فقط اعتبروا أن احتمال عدم علمه بالملف أكبر.
ولا يقتصر الشك في ترامب على خصومه السياسيين، بل يشمل قاعدة الحزب الجمهوري نفسها، حيث يرى 39% من الجمهوريين أن ترامب كان على الأرجح على علم بما يجري، مقابل 34% يعتقدون صدقه في نفي معرفته.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن طريقة تعامل ترامب مع قضية إبستين ساهمت في تعزيز هذه الانطباعات، لا سيما التناقضات الملاحظة في تصريحاته بشأن علاقته بإبستين، وتأخره في الإفصاح عن معرفته بتجنيد غيسلين ماكسويل، شريكة إبستين، لفتاة قاصرة كانت تعمل في منتجع "مار-آ-لاغو".
ويُذكر أن إبستين أُدين عام 2008 في ولاية فلوريدا بتهم تتعلق بالاعتداء الجنسي، وحصل على عقوبة مخففة، قبل أن يُعاد توقيفه عام 2019 في نيويورك بتهم الاتجار الجنسي بقاصرين، حيث توفي لاحقًا داخل زنزانته. وما زالت تداعيات قضيته تمتد سياسيًا وقضائيًا حتى اليوم، خصوصًا مع استمرار الكشف عن ملفات وإفادات جديدة.
Today