سفير إسرائيل في بروكسل: التكتل سيخسر إذا عاقبنا بسبب غزة ولم يعد اليهودي آمنا في أوروبا

اعتبر السفير الإسرائيلي لدى الاتحاد الأوروبي هايم ريجيف أن إسرائيل تمثل "النموذج المثالي" للدولة الجارة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، ودعا منتقدي بلاده داخل التكتل إلى التخلي عن ما وصفه بـ"الهوس المضر" بحقوق الإنسان في غزة.
وفي مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو" الأميركية قبل مغادرته بروكسل عائداً إلى تل أبيب بعد أربع سنوات من عمله هناك، انتقد ريجيف مواقف دول مثل إيرلندا وهولندا وإسبانيا وسلوفينيا التي قادت موجة الانتقادات الأوروبية للوضع الإنساني في قطاع غزة، كما وجّه تحذيراً إلى قادة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة من أن انتقاداتهم الأخيرة تصب في مصلحة حركة حماس ومعادين للسامية.
تحذير من تقويض العلاقات
أعرب ريجيف عن أمله في ألا يعلّق الاتحاد الأوروبي مشاركة إسرائيل في برنامج الأبحاث "هورايزن يوروب" أو يقلص العلاقات التجارية معها، محذراً من أن أي خطوة كهذه ستأتي بنتائج عكسية وتفقد أوروبا أي دور محتمل في صياغة مستقبل الشرق الأوسط. وأضاف: "محاولة التأثير على إسرائيل بالضغط لم تنجح أبداً ولن تنجح أبداً… إذا حدث ذلك، لا أرى الاتحاد الأوروبي يلعب أي دور لاحقاً".
وأشار إلى أن العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي تدهورت في الأسابيع الأخيرة مع تصاعد الانتقادات الأوروبية لحكومة بنيامين نتنياهو بسبب معاناة الفلسطينيين في غزة، لافتاً إلى أن دعم الاتحاد لإسرائيل بلغ "ذروته" عقب هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، لكنه تآكل مع استمرار الحرب.
خلافات داخل الاتحاد الأوروبي
وأوضح أن المفوضية الأوروبية حذرت من مجاعة وشيكة في غزة واقترحت تعليق أجزاء من اتفاقية الشراكة مع إسرائيل المتعلقة بالبحث والتطوير، بعد أن خلصت إلى أن الدولة العبرية انتهكت التزاماتها الحقوقية بموجب الاتفاق، لكن الاقتراح جُمّد بسبب معارضة دول بينها ألمانيا.
وأعرب ريجيف، الذي وقّع شخصياً على اتفاق "هورايزن"، عن ثقته بعدم وجود تأييد كافٍ داخل الاتحاد الأوروبي لإجراءات أكثر صرامة، مثل تقليص بعض الروابط التجارية، مشيراً إلى أن النقاشات الأخيرة بين كبيرة الدبلوماسيين الأوروبيين كايا كالاس ووزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بشأن الوضع الإنساني أسهمت في بناء الثقة وتعزيز أسس العلاقة.
"إسرائيل… نموذج مثالي للاتحاد الأوروبي"
قال ريجيف: "نحن في الأساس نموذج مثالي للاتحاد الأوروبي كدولة جارة. نحن ديمقراطية، لا توجد مشكلة هجرة، لدينا حقوق للمثليين، إنه نموذج مثالي"، مؤكداً أن إسرائيل "الطرف الوحيد في المنطقة الذي يخدم بشكل مباشر مصالح الاتحاد الأوروبي".
لكن داخل بروكسل، لا يشارك كثيرون هذا الرأي، إذ يهدد بعض موظفي الاتحاد بالإضراب احتجاجاً على حرب غزة، فيما ينقسم فريق رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين حول كيفية الرد، مع تزايد الانتقادات لخطط إسرائيل تجاه غزة، بما في ذلك اقتراح نتنياهو بالاحتلال العسكري الكامل للقطاع.
عودة "معاداة السامية القديمة"
أبدى ريجيف "خيبة أمل شديدة" من انضمام هولندا إلى قائمة الدول الأوروبية الأكثر انتقاداً لإسرائيل هذا العام، وانتقد بشكل خاص قرار ألمانيا حظر تصدير الأسلحة التي يمكن استخدامها في غزة، قائلاً: "لا نقبل بذلك… في نهاية المطاف، أوروبا تعرف تاريخ إسرائيل واليهود، وخاصة اليهود".
وأضاف أن المجتمعات الأوروبية "تعود إلى أيام قديمة" حين كانت معاداة السامية شائعة، محذراً من أن "الوضع لم يعد آمناً" لليهود في أوروبا. وأوضح أن انتقادات إسرائيل على خلفية حرب غزة ومعاناة الفلسطينيين "تُستغل من قبل البعض" لتنفيذ هجمات ضد اليهود في القارة، قائلاً: "أصبح الأمر خطراً، بعضه معاداة سامية جديدة وبعضه قديم".
وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت أرقاماً مرتفعة أو في تصاعد للحوادث المعادية للسامية في أوروبا، بحسب دراسات وتقارير من هيئات أوروبية وأممية.
Today