اليونيفيل لـ"يورونيوز": مجلس الأمن سيُناقش مستقبل البعثة في لبنان وليس إنهاء عملها

مع اقتراب نهاية آب/ أغسطس، حيث يحين موعد التجديد، تزداد حدة النقاشات داخل مجلس الأمن حول مستقبل هذه القوة التي لعبت منذ تأسيسها عام 1978 دورًا محوريًا في مراقبة الوضع الأمني على الحدود اللبنانية مع إسرائيل.
وفي تصريح لـ "يورونيوز"، أكد المتحدث باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي، اليوم الاثنين، أن البعثة لم تتلق أي إخطار من الولايات المتحدة بشأن إنهاء مهمتها، مشددًا على أن مجلس الأمن سيناقش مستقبل اليونيفيل، وليس مهمّة البعثة بحد ذاتها.
ويأتي ذلك بعد أن نقلت وكالة "أسوشيتد برس" أمس أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وقّع في وقت مبكر من الأسبوع الماضي على خطة تقضي بإنهاء مهمة اليونيفيل خلال الأشهر الستة المقبلة، وفق ما أفاد به مسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترامب ومساعدون في الكونغرس.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة مغلقة لمناقشة الوضع في لبنان، والاستماع إلى إحاطة من محمد خالد خياري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ.
رفض لإنهاء مهمّة اليونيفيل
رفضت دول أوروبية، خصوصًا فرنسا وإيطاليا، أي مقترح لتقليص دور القوة الدولية. وبدعم من توم باراك، سفير الولايات المتحدة في تركيا والمبعوث إلى لبنان، نجحت هذه الدول في إقناع روبيو وآخرين بتمديد الولاية عامًا إضافيًا، على أن يليها بحث إمكانية إنهاء المهمة بعد ستة أشهر، وفق ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس".
وحذرت العواصم الأوروبية من أن إنهاء عمل اليونيفيل قبل أن يصبح الجيش اللبناني قادرًا على ضبط الحدود سيخلق فراغًا قد يستفيد منه حزب الله بسهولة.
وعلى الصعيد المحلي، أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، الإثنين، أن بريطانيا وباكستان أكدتا دعمهما لتمديد مهمة القوة الدولية، مؤكدة أنها تواصل مساعيها الدبلوماسية لتأمين تجديد الولاية وفق الصيغة التي يتمسك بها لبنان خلال جلسة مجلس الأمن المرتقبة.
موعد الحسم يقترب
لطالما اعتُبر التجديد لليونيفيل خطوة شكلية، إلا أنه بات في السنوات الأخيرة ورقة ضغط سياسية تتقاطع عندها الحسابات الدولية.
وستُطرح القضية مجددًا أمام التصويت في نهاية آب/ أغسطس، بالتزامن مع اقتراب انتهاء الولاية الحالية لليونيفيل.
تعود نشأة اليونيفيل إلى عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عقب الاجتياح، قبل أن تتوسع مهامها بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006.
ويضم جنوب لبنان اليوم نحو عشرة آلاف جندي حفظ سلام يتولون مراقبة وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا عقب الحرب الأخيرة، والذي كان يفترض أن يقضي بانسحاب الطرفين وإسناد السيطرة إلى الجيش اللبناني بالتنسيق مع اليونيفيل.
غير أن إسرائيل أبقت على وجودها في خمس نقاط استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، ولا تزال تنفذ غارات شبه يومية.
وفي سياق ميداني متصل، أصيب ثلاثة عمّال سوريين اليوم بجروح بعدما ألقت طائرة مسيّرة إسرائيلية قنبلة على وادي العصافير في بلدة الخيام، ونُقلوا إلى مستشفى مرجعيون الحكومي.
Today